نصان /للشاعر الفلسطيني صالح الهواري

لصحيفة آفاق حرة:
_______________

كان طقسا غامضا

الشاعر صالح الهواري

ماذا أحدث؟!:
كان طقسا غامضا
والمتنبيء البحري يعمل في الظلام
لصالح الحوت المرابط
عند نافذة المدار
قال المذيع: تهب ريح ساخنة
وعلى السنونة ان تعمر عشها
فوق الرمال الآمنة
جست سنونو البحر نبض الريح
شيء في قميص الريح يلعب
والسنونو العائمة
من لهجة الأنواء تعرف
ماتخبئه الرياح القادمة
شمع على كل الوجوه
ولأن آخر نحلة
حقنت خليتها بعطر مستعار
سيجيء يوم فيه
يقتص الندى منها
ويشنقها على رمح الغبار
لاتحلمي بحمامة نبوية
تزقو غريب الطير قبل صغارها
ذاك الزمان الحب خلّفه القطار
نهر يلف مياهه في حضنه
ويصيح عشب حوله يتألم
ويد تدير الماء نحو إنائها
وفم يعذبه سراب علقم
والورد مشغول بتجميع الندى
وعلى فريستها الطيور تحوم
هطلت عليّ حمامة لتقول لي :
قمح الأحبة في الظلام مسمّمً
لاتلعنوا الأشجار سوّس عودها
في حقلكم السوس فيكم أنتمو
قومي خديجة نلتحق بدمائنا
(من لم يذد عن حوضه مستسلم)
١٩٨٥ م*
========

وردة الجرح تشهد
تمد مناقيرها الأشرعة
والمراكب تطلب عشقا جديدا من البحر
ماحاجة الطقس في مرفأ الانتظار؟
ضباب كحزن المحبين يشرب صحو النهار
وماحركات الرياح؟
رياح من الغرب تنشط عند المساء
مادرجات الحرارة
في مرصد الذاكرة!!
اربع وثلاثون في الظل
سبعون في الهاجرة
حالة البحر والصيد فيه!!
حزين وهائج ..داسوا على وجهه
بعدما شبعوا منه صيدا
وبيروت !!! كيف تنام على ساعديه!؟
عروسا من الدم لايشتهيها ولاتشتهيه
وكيف الطيور التي شنقوها
على رمل( صيدا)!!
تقمصت البحر فاشتعلت
بالمجاذيف والأجنحة
والمخيم!!
يمشي على المذبحة
نشرة الطقس ملغومة
وأغاني النواري غامضة
وأنا المتشاغل بالشعر
يفتتح البحر باسمي مناقثة خاسرة
ياعصافير جرحي !! إلى البحر عودي
تعبت من الرقص ذبحا
على خشبة المجزرة
فمتى يامغني العروبة
مزمارك المتورط بالعشق
ينهض من رغوة الثرثرة
اصرخ الآن ليس دمي وحده
يتقلب في قفص الجرح
كل العصافير مطلوبة
للصعود إلى الجلجلة
آه ياامرأة تتهيأ
فيها المحبة للذبح
لاتفرطي بالغناء
المواويل ملغومة بالبكاء
تل وابصرها من ثقوب الحناجر
تنسج لي كفنا باتساع الخناجر
قالت لنا الأرض:
إن المخلص يسرج احلامه الآن
شدوا مراكبكم للدخول إلى الصبخ
باح لنا حارس الشمس بالاشتعال
واصرخ:
ياامة اشعلت جوعها
تحت سقف الدماء!!
تعلمت العشق من شعر ليلى ومجنونها!!
أهذا هو الرفض!!
مروا سراعا على عربات التخفي
بأي رمالٍ يوارون هاماتهم!
وردة الجرح تشهد …تشهد…تشهد
والتل يصعد …يصعد …يصعد
هذا زمان به يخرج الدم عن دمه
يشنق الحرف من فمه
لست وحدي اود الغناء
اصعدي نخلتي ياطيور دمي
واصدحي …واصدحي
زعتر .. زعتر …زعتر
جثتي تنهض الآن من موتها
وزغاليل بيروت تخرج
من عشها الدموي
تمشط وجه المخيم
بالزعتر البلدي
النهار يعد مجاذيفه
يرجع البحر من رقصة الموت
تخرج برقوقة الشمس عارية
وتهاجر من سكرها الذاكرة
تستفيق على نزفها الخاصرة
زعتر …زعتر ..زعتر
جائع انا والزيت فوق رغيقي
يفتش عن زعتر لم يخن زيته
ماألذّك يازعتر الناصرة!!!!
أيها المتسكع في شارع الماء
يادمنا الخارجي
تناقصت الأرض ليمونة
أنت ليمونتي
أفتح الآن بيني وبينك باب الحوار
على شرط أن
ترفع الآن عني الحصار
وإما أسُلّكَ من حلل قلبي
هنا اشتعل النسغ في نخلة القلب
والوطن المتورم علّق أحزانه
فوق بوابة العشب
عادت طيور النهار تهز ثمار الشروق
على صحة الفاجعة
دخل الماء في الماء
دق الدم العربي على فرس الضوء
مستشفا لونه لونه لونه
تستقيل الوجوه
وتحترق الأقنعة .
……
1977 /4

عن هشام شمسان

هشام سعيد شمسان أديب وكاتب يمني مهتم بالنقد الثقافي والأدبي ، ويكتب القصة القصيرة والشعر . له عددمن المؤلفات النقدية والسردية والشعرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!