نحن أجنة وُلدت من رحم نساء يمنيات
حملننا لا لنكون نسخًا معطوبة في وطنٍ مثقوب
بل لنُولد كجدارٍ فاصل
بين مجتمعٍ يحاول تشكيلنا كمُسدسٍ لا يصوّب
وبين عائلة تحشو أدمغتنا بذخائر الخوف والولاء الأعمى
فنصبح بين المطرقة والسندان
نحمل ملامحهم، لكننا لا نشبههم…
نحن أولاد الصمت حين يعلو الصراخ
بنات السؤال في زمن الإجابة الواحدة
أنجبنا الغضبُ من رحم الحكمة
وخرجنا حفاةً على دروب الشك
نبحث عن إله لا يشبه وجوه الطغاة
ولا يُعبد بالسوط ولا بالحرب المقدّسة.
وُلدنا كي لا نركع
كي لا نمجّد جثثًا اعتلت العروش
ولا نصفّق لأكاذيب مُعلّبة
تُبثُّ على لسان المذيع كأنها وحي من سماوات الخراب.
لسنا الوطن نحن صوتُه حين يخنقه الغبار
لسنا الثورة نحن نبضُها حين تُخدرها الخطب،
نحن الأجساد التي قررت أن تكتب التاريخ
لا بالحبر، بل بالحقيقة.
نحن البنات اللواتي مزّقن صكوك الطاعة
والأبناء الذين استقالوا من نسب العبودية
نحن سلالة لا تبحث عن التاج
بل عن رأسٍ لا ينحني
وكتفٍ لا يهتزّ أمام المدافع.
لسنا الخيمة نحن الريح
لسنا القبيلة نحن فكرة الهروب منها
لسنا اليمن الذي يسرقون اسمه
نحن اليمن الذي يلد نفسه كل صباح من تحت الركام .