في أعماقي تسكن براكين الصمت
تتفجر شهقات مكبوتة
وفي مقلتي بحار هائمة تفيض بأمواج من الدموع المتلألئة
أي قلب هذا الذي ينزف ظلما؟ وأي يد تلك التي تغرس خناجر القهر؟
قد بات الإنسان غريبا عن إنسانيته
يحيا تحت لواء الوحشية
يجلد البراءة بأحكام الجفاء وينثر الموت كأنه ذرات هواء
قلوب ميتة تتنفس الكبرياء عيون لا ترى سوى ذاتها في مرآة الوهم
أخلاق هوت في هاوية النسيان وكأن الرحمة أغلقت أبوابها للأبد
غطرسة تعلو فوق المآذن وكبرياء يتراقص فوق أشلاء المظلومين
ونسينا أن للمولى عينا لا تنام وحكما لا يظلم
ليتنا نتعلم من الحيوان درس الوفاء
ليتنا نتلو صلوات الرفق في معابد القلوب المتحجرة
يا الله كيف للرحمة أن تحيا في قلب قد غلفته الأنانية؟
وكيف للنور أن يخترق ظلمات الغرور المستفحل في عالم الإنسانية؟
يا عالما أضاع بوصلته
ألم تسمع أنين الأرض؟
ألم ترى كيف تتألم السماء؟
رب العباد ينتظرنا على أبواب التوبة
فهل لنا أن نعود قبل أن يغلق الكتاب؟