مدن تشعل الفجر خدعة
مسروقة من ضحكة الشمس
الساهرة..
نور مغطى بسرب العوادم
تحفه ثلة من صعاليك الأتربة ..
كل ذلك
تطلي به المدن المتغربة
بناياتها الماكرة!
تلك العاليةُ
الكافرة بمن يسكنوها
المؤمنة بمن يتركوها
ملتحقون بركب الطليعة
نحو السكون..
مدن تفيض الملوحة
من انعكاسات نوافذها الفاغرة..
هنا حيث تموت أيادي الفراغات
بين فرجاتها الواهنة
تسري الرياح فوق أفاريز البنايات
وهي ترفرف معاطفها المستغربة
بالسؤال المرير:
“أين ولى حفيف الشجر؟
أين صوت تصفيق أوراقها الشابة؟
أين هي رقصة العشب؟
أين غجرية أزهارها العازفة ؟
أين هي مسارح الطير
ومسرحياتها الراقصة؟”
وتذهب الريح بعيدًا
وفي جعبتها
لا إجابة
والكثير من الحزن
والعلب الفارغة والقراطيس
و …
و روح الطبيعة المستعبرة..