ها هُمْ
نهايةَ كُلِّ عَامٍ
يُشعِلُون َبنانَهُمْ شَمعًا،
وينعَطِفُونَ صَوبَ”الأحمرِ
الرَّمْزيِّ” حَيثُ تضِيءُ رغبَةَ
عَاشِقٍ أنثَاهُ، والأشياءُ تبدو
في خرافَتِها، فمنْ لمْسٍ
يَجِنُّ العِطْرُ
من لمْسٍ يَسِيلُ الخَمْرُ
من لمْسٍ يصِيرُ اللَّيلُ مِدْفَأَةً،
فلا برْدٌ على الشُّبَّاكِ يلْهَثُ..
ليسَ إلا ما يَفوحُ من
الفَسَاتِينِ القَصِيرةِ
والقَنَانِي
في كُلِّ زَاويةٍ هنالِكَ
عاشِقَانِ على الهَوَى يتَفتَّحَانِ
أُنُوثةً وذُكُورَةً، وَبكَأْسِ
حُبٍّ يسْكَرَانِ
وأنا وأنتِ كعَهْدِنا
لمْ نلتقِ مُنذُ اقْتَرفْنا الحُبَّ،
إلا في القصَائدِ..
والأمَانيْ
عامٌ يمرُّ مُضَرَّجًا بدِمَائِنا وَيُطِلُّ ثَانِ..
وأنا وأنتِ نلمِّعُ الأَوْقَاتِ
بالكَلِمَاتِ، مَرَّ العُمْرُ مَرَّرررر… ونَحْنُ
كالأمْسِ انْتَبَذْنا في أقَاصِي الحُلْمِ
نافذة ًتُطِلُّ بنا علَى وطَنٍ، وأسماءٍ
لأطْفَالٍ لنَا لمْ نُسْقِهِمْ مَاءَ
الخُصُوبةِ، والحَنَانِ
عام ٌوتبْتَكِرُ الحُرُوبُ شَتَاتِنا
لا أرضَ للأَحْلَامِ، والأُفْقُ المُثَقَّبُ
فَوقَنا مطَرٌ رصَاصِيٌّ، فَمِنْ
كُلِّ الجِهَاتِ تهُبُّ رائِحَةُ
المَراثي،والدُّخَانِ…
ما كانَ أجمل لو
نُغَافِلُ حَظَّنا، ونُحَرِّرُ
القمْصَانَ من أزْرَارِها، خَلْفَ
القَميصِ الوردُ، والأعْنابُ…
والشِّيحُ اليَمانيْ
ها هيْ أصَابعُنا تشِيخُ
ولمْ تُجرِدْ ثوبَ رغبتِنا الخَجُولَ
وفي حَناجرَ حلمِنا جَفَّتْ أغَانينا
التي كُنَّا نُربِّيْها لأولِّ “ليلةٍ حمْراءِ”
قربانًا، وأرْوعِ مهْرجانِ
لو لم يكنْ قُلقُ
الطَّريقِ وشَايةً للموتِ..
كنتُ قَطَفْتُ مِن شَجَرِ الجِبَالِ
الشَّمسَ، مصْباحًا لشُرْفةِ
ليلِكِ الشَّتَويِّ، وفي شُّبَّاكِكِ
النَّائيِّ أَشْعَلْتُ الأَغَاني
لو لمْ يكُنْ مَطَرُ الرَّصَاصِ
على الشَّوَارِعِ… كنتُ جِئتُكِ بالنَّبِيْذِ،
وبالشُّمُوع، وبالبَنَفْسَجِ، والقَمِيْصِ
الأُرْجُوانيْ
لكنَّهُ زَمَنٌ أنَانيْ
ما إنْ أُؤَاخِي ْالرِّيْح َ
يوقِعُنِي زَمَانِي، عنْ حِصَانيْ…