هنا ..
بين هذا الجفاف وغياب الحقيقة
وجدتُك بالصدفة ..
عَالمٌ لست منه وإن كنتُ فلا يتعدى أكثر من مجاز أزرق..
كلما حاولت العثور على نفسي
سقطت في عدمية الأشياء
كـ صورة إفتراضية عابرة
في وجوه المجانين وأطفال الحرب المشردين ..!!
لا أجيدُ الرقص على رؤوس الثعابين
وإن أبدعت في حبك
وتقمصت دور الإعلامي الفاشل
أمتهن مهنة الكتابة
وحدي على مايبدو لا أدري أين أنا الآن بالتحديد …!
أوزع القصائد للمرهقات
أبتسم بكل طمانينة لكل أطفال الشوارع
وأعود..
إلى حيث لا أدري.. محملاً بغبار الحرب …
لا أجيد فن المجاملة ..
وإن أسرفت في توزيع العلاقات الملونة
وتظاهرت بالجنون أمام العامة
وسكبت الرمانسية على هيئة قصائد جريئة
فالجفاف الذي أصاب جسدي
جسدي النحيل المتهالك كغصن بين أنامل
الريح
لم يعد يهمني ذبوله
لم تعد الوسامة طريقة للظهور
لم تعد القصائد كما كانت تثير اعجابنا أصبحت مستهلكة والشعر مهنة الارتزاق والشهرة ..
لم تعد الأغاني صالحة لرشف الجمال
لم يعد الرقص وسيلة ينجونا من الاكتئاب قهرتنا الحياة بهتمة الفرح جرم الحصول على ابتسامة مستهلكة.
الجفاف الذي يلاحقني سرق كل شيء
حتى الدمع
هاهي عيناي بئر معطلة،
ولا املك حق البكاء
هكذا أخبرني : طبيب العيون
وذهب دون يفي بباقي التفاصيل
– حقاً : عيناي لم تعد صالحة للبكاء بعد ان أصابها الجفاف ..
فأنا لا اجيد دموع التماسيح وإن بالغت بأحزاني
وأجدت بالتناقضات
أكتفي ببلع الدموع في أعماقي
– وحدهم من جرحتهم الحياة أمثالي :
يبتسمون بكل كبرياء
ليمضوا شامخون بلا بكاء
ووحدي الذي
أسرفت في كل شيء..أستهلكت كل عاطفتي حتى أخر قطرة في الغيم
صارت مشاعري شتوية حتى في المناسبات الحزينة
أبكي بلا دموع .
الطبيب الذي أعلن عن فقداني لحاسة الماء والملح
هاهو يبدو كبحيرة جامدة
أجدباً كأرض قاحلة ..
لن أعود لمزاولة عزف الدموع
ينبغي أن أجف لمدة شهر على الأقل
هذا ما قاله الطبيب
في اول زيارة
قبل ان اتي له للمرة الثانية بعد عام
سافعل ذلك وانفي للتو
حينها ساكتفي بالشعور بي والوحدة بنفسي
حتى لا أفقد نظري
وأسقط في الجفاف..
جفاف الواقع
يجيد النحت على جسدي
المصاب بالتخمة
لا أقوى على نفسي النائية عن التفاهة
جفاف الواقع
طعن الأحلام بخنجر الوهم ورمى بها في خندق الأمنيات المخنوق …
وحدي أتحسس أين أنا بالتحديد
لست بخير كوطني ..
– منهك كعجوز غارت في الطريق
– متعب كمسافر لم يجد ظالته
– خائب كجندي فقد ذخيرته في اللحظات الأخيرة للنصر ..
– عليل كعاشق خانته حبيبته ..
– ظال كمراهق ترهقه إبتسامة
-ضائع كغريب لا يعلم أين هو الآن بالتحديد ..
مفقود كـ هذه البلاد المفقودة ..
لست بحاجة ليتضامن معي أحد.
لست تافه لأحتاج لتفاهة زرقاء..
سأكون حيث أنا وإن جهلت مكاني تحديدا..
لكني سأبقى كما على طريقتي
التي يعرفني بها الجميع..
لا داعي للزحمة لا داعي لختلاق الضوضاء في طريقٍ ليس فيها أحد ..
فقط ٱحاول أن أفرغني من كل الأشياء الافتراضية وأمتلٱئي بالله..