لا صدى .. لا انتظار/ بقلم:علي صالح باعوضة(اليمن)

واقفٌ ،
لا صدى ،
واقفٌ في عروقِ القصيدةِ
أرسمُ قمرًا لعينيكِ
أشرحُ للنبضِ روعة همسكِ
أسرجُ في ليلِ معنىً حزينٍ
ملامحكِ المُستعيرة دفءَ المدى
لتنامَ المعانيَ هادئةً كالحمامْ

واقفٌ ،
لا صدى ،
غيرَ أصداء ضحكتكِ الآن..
أعرجُ نحو سماءِ الجمالِ لقطف
النجومَ لطفلِ أمانيكِ ،
أهمسُ للغيمِ باسمكِ
قبلَ وبعدَ هطولِ المطرْ!
آه.. يا امرأةً تعصرُ الغيمَ ،
فوقَ بساتينَ شِعري ،
فأخضرُّ..
أخضرُّ..
حتى تنام العصافيرُ
فوقَ أصابع حُلميَ دونَ مُقاومةٍ
تخلعُ الآن كل كوابيسها ،
وتغرّد في نومها ،
والسنابلُ ترقصُ خلف ضلوعيَ
والحُزنُ يضحكُ من شرفاتِ الأملْ..

وأنا والجروحِ القديمةِ
في فرحٍ نندملْ!

يا لهذا الأملْ!

يا لهذا الأملْ!

واقفٌ..
لا صدى ،
لا صدى ،
لا انتظارْ …

لم يفتنا أنا والأماني القطار!

والنهار النهار …

بعدَ دهرٍ من الليلِ ،
لوّح لي من شُباكِ القوافيَ
مُبتسمًا وأنيقًا.

وعن تعبي قد خلعتُ أنا
ثوبَ كل انتظارْ..

من أعارَ السما وجهكِ الطفلَ يا امرأةً من أعارْ؟!

تضحكينَ ،
فتسقطُ في طُرقاتِ القوافي نُجومًا ،
فتُبصر في آخرِ الدربِ كلَ معاني الكمال

ونركضُ،
نركضُ،
حتى النهايةِ

حيثُ المساءُ الجديدُ
يرددّ للشُرفاتِ الحزينةِ
أُغنيةً للجمالْ..

لحنها من صدى آخر الضحكات
التي هطلت من فمٍ ناعسٍ
حينَ جئتُ أنا والقصيدةُ
نبحثُ عن منبعَ الحسنِ

حتى بدأ واضحًا ،
مثل شمس النهارِ بوجهكِ
يا امرأةً تنحتُ الآن روعتها في ضلوعِ القَصيدةْ!

واقفٌ،
لا صدى،
أرتدي الأمنياتَ المُضيئة
أمسحُ في داخلي/ داخل الكلماتِ المتاعبَ،
أمضي إلى وجهةٍ لقنتها عيونكِ كل المُنى

هاكِ يا ابنةَ معناي ،
هاكِ اعترافي :

إن بعضَ النسا عطرُ إلهامهنّ
ليأسِ القصيدةِ شافي!

يا ابنةَ الغيمِ ،
من أينَ جئتِ بهذا الجمال الخرافي؟

واقفٌ ،
لا صدى ،
غيرَ صوتُ الهواء الحنونِ
الذي يطرق الآن
باب القصيدةِ/باب الأماني
برفقٍ برفقٍ
لأن عُطوركِ قد باركتهُ ،
لأن روائح جسمكِ قد رققتهُ ،
فأفتحُ للضيفِ/ لي
وأعانق فيّ حنيني
أعانق فيهِ طيوفكِ

أُمزجنا في دمِ الكلماتِ بقلبِ القصيدةْ.

ونرى في الطريقِ المؤدي لأحلامنا
الغدَ يلبسُ ثوبًا من الفرحِ المحضِ
يركضُ نحوَ انتظاري يكركرُ كالطفلِ
يطلق لذراعيهِ العنان ليوحي لنا باقتراب العناقْ..

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!