في ذروةِ الشوقِ أنا..
أُكابد مساءاتٍ تولدُ في غربةِ عينيكِ،
أُدللُ حزناً بذكرياتٍ عالقةٍ في مقاهي وطرقات
رفيقةٍ لنا في صيفِ المدينة…
اليوم أسيرُ وحيداً لا تعرفني الوجوهُ، لا أرصفة للخيبة لأخلعَ جلدي عندها…
في زحامِ يومي المكتظِ بالفراغ
أبحثُ عن كتابٍ نسيه الكاتبُ على رفوفِ الزمن،
علّني أجدك في صفحةٍ ضمتني وإياكِ كعاشقينِ
طاعنينِ بالحبِ..
ضميني إلى الأبد…
ضميني، حتى أتلاشى كقطراتِ مطرٍ في بئرِ شرودي الدائم..
أيتها البعيدةُ.. ما أقربكِ
ما أبعدني عن روحي
التائهةِ وسطَ حشدكِ اللامنتهي..
كمن يبني سُلماً من القصائدِ الى الله،
بينما كنا نرتقي السلمَ
كان القمرُ يهوي ويتلاشى
يذوبُ في بحرِ خيالٍ عميقٍ…
أزوغُ وأتركُ للناس مدادَ فرحٍ
وأنسى أننا كنا وحيدينِ في تشرين الوطن
نفترقُ عند حافةِ شعاراتٍ منسيةٍ
ونلتقي في قُبلةٍ ثوريةٍ،
نبقى صامتينِ
نحدقُ بالنهرِ دونَ ضجر
نحلمُ.. ونرددُ العهدَ والقسم:
حبيبتي إلى الأبد..
حبيبي إلى ما بعد الأبد.
