ستمشي على الجمرِ وحدك أسيرا تجوب الصحاري ، وليس يحلقُ في الليلِ غير الردى ، وتبعثُ يوم النشور وحيداً . ستهدي وحوشَ القبيلة وحدك ، لأنك عرَّشت فوق القلوب واطفقت تزرع فوق الجبالِ ورودَ الزنابق ، أتيتَ ، لتشربَ ذاك الأجاج ُ ، لترسمَ عبر الفضاءِ السقيم سطوعَ السحاب . فروحك فوق الشفاه بروقاً تزينُ غورَ اللغات ، تعلمنا كيف …

الإسكندرية أنت هنا وجبال السحب الثلجية مبعثرة فوق الجفون الساكنة تمتص اللون الأزرق تقذف عيناي بأشعة وفيهما تتكسر و في صخب أمواجك قلبي أبحر نحوك عائد عائد عائد أنت هنا تنصتين للخلود وعزف ملكات البحر بيض الشعر بض الثغر وفيهن راقصات يلثمهن الصخر الحاضن نشوان قرابين للنحر وأنا بوصلك شاهد شاهد شاهد أنت هنا فوق الربوة وحصوة صماء في يدك …

أنتَ الذّاكرة المهزومة في سحابة الخلود النّازل من دويّ الجبال المتمرّد على وحي الآلهة القدامى المنتزع من صخرة العدمِ  حريّة الجمال. تدوس الماء فيزهر قبلاً تعانق الخطّ الفاصل بين الشّعر والوحي تلمس النّفسَ فتهوي في غمر الغيب المنكشف أنتَ على مدراج النّبوّة يكتبكَ مَن لا يَكتُبه أحد يجبلكَ بألوهيّة المنطق والقلب، إذا ما همس ذات فجرٍ باسمكَ أحرق الكلم مواعيد …

كلما اثنيت مني في هواي  غلا مني عمرك منك بانتقاي ومضوت عني في شقائي بارتقاي كي لا تزد فرح التقائك في سماي فلأهجرنك ساعة كي لا ترى أني ارى في وهج حبك مصطفاي و اوفي وفي سر الوفاء وفي الضياء وفي و في غير ذا وفا في متقاي وامضي وفتش في دروب الارض عن غلاي وامتحن واقطف بزهر الارض متكاي …

للمرّة الأخيرة سأطلبُ أن تناولني يدكٓ و أنا هنا على خشبة برزخ الرحيل أقفُ حافيةً حتى من نعل العتاب البحر الواسع ينفث أنفاساً باردةً و الموج المرتجف في إشارةٍ منه لقلبي المشققة أشواقه بالرجفات يعلنُ أن الطقس غير خليق بعد بموسم الفراق و جوقة السماء تغمز بالطوفان و هي على أهبة الغناء .. أنا هنا في الزاوية القصوى لقسوتك المطلّة …

هي الحياة إدراك متأخر. لقد فقدت كل شيء بعد إعطائها ثقتي. جنبات طرقاتها جرعات من الألم. حبها خدعة كذبة. صيفها بقعة دكناء، لا ترى. الإنتظار فيها أمل أعمى، في فصل شتائها البارد. إخلاصها وهم كالمرآة. وجه إمراة ببسمة ناعمة. عانقت الألم لتبديد الوهم. لم أكن أرغب في محاربة المعانة. أبتسم وأنا ألقي نفسي في الجحيم. في ثلجها البارد، وحرها الضانك. …

إرحَمي قلب عشقان كَلّ من الحَكي وقلبِك البردان كل يوم عَـم يشتكي قــال الشَّاعِــر مـا بَقى إلو أَمَـــان ومش عَارف إنّـو قَلبو صُفي لِكي وين كنتي قبل مـا فتَّح الزمــان تِشلَحـي علـيِّ حبَالِكْ المُهلِكـي وعيون الحَـلا متـل شهر نيسان ترمي غْمَار العِشق والجِفن تِكي يشبُكْ قلبي الرَّهيف وإبقى مِندان مــن قُصِّة غرام بالحيـا ملبَّكـي وعليي بسرُق مِنِّـك بلا إستأذان وبترك …

ذاك لقاؤنا الأخير في مساءات الضجر……. بين الغيوم يغيب طيفك…… ……والمنى يرتحل ماتبقى في الحكاية….. بعض ظل يحتضر…… تلك الدروب ياصديق…… صدى ارتجال …… …..والخطى لا تنتظر في قصائدنا نسينا….. همس نرجسة توارت…… ….. في انكسارات العمر لا العطر ظل في القلوب…… ولا اللحن اشتاق الوتر…… تلك الشواطئ باتت غريبة…… ……والموج ماعاد يغريه السفر مذ اعترى النبض الشرود…… ……والبحر غارق …

( غربة ) اردد انا الغريب انا الوحيد اليتيم الا مني وبقايا وجع نقش على اول الليل أول الحلم … وأول القصيدة . يتيم انا الا من بقايا قلم اكلته المبراة فئن بحرف يتيم ولم يكمل جملته وسقط وتردد ان هي الغريبة … ان هي الثكلي ان هي الوجع والدمع منقوش على اول النهار واول الدرب . واختلفنا من منا …

على شاطئ الإنكسار رمقت طيفه من بعيد بين أشرعة السفن .. تاهت نظراتها بين الأمواج أطلقت العنان لخيالٍ سارح علّها ترقب ..ظلا أو تلمح طيفا طال وطال الإنتظار وحل الليل وداهم المساء وذبلت المقل في مرقدها ويئس القلب الحزين وانتحر الشوق يائساً منكسراً على شاطئ الإنكسار

ربما كان حلم ينتظر في محطةِ منام اعياها السهر وربما كان مطرا ايقض نومة فلاح دفن سني عجافه في بذار الارض ساخرج .. عند الفجر ابحث عن بقايا امل اضعته ذات يوم قرب جثتي فأنا على قيد الحلم مادام ظلك هناك

حين رجعت لقريتنا حاولت استرداد النبع وشدو الماء حاولت بأن أتعطر عند مزارع جدّي وأبلل روحي بالتمر وبالأعنابْ لكنّي أخفقت .. لاقمرٌ مرّر ضحكَ الليلِ هناكْ لا طفلٌ يركضَ خلفَ فراشاتٍ بيضاءْ لاخبزتْ أمي لارصّت أختي أرغفةَ الخبز ولارشّتْ عند القيلولةِ ماءْ وانشقتْ رائحةُ النعناعِ عن النعناعْ