لستُ أنا هنالك روحانِ تلبّسا جسدي المفتور، تقفان بهدوء، حتى يحلّ الضجيج، فتُشعلا النار بعذرِ الضوء الخافت. روحٌ مشاغبة، تميل إليك، إلى حدقتي عينيكِ العذبتين، وخدّيكِ الملطّخَين بدمائي، إلى الشوق، والتفكير بك، بكل تفاصيلك، لا تتيحُ مجالًا للشك، تتفكّر بكل شيء حتى الجنون: كيف سنلتقي؟ هل ستندلعين إليَّ كحريقٍ مباغت؟ أم سنتبخّر إلى سحابٍ نلتقي فيه فنصدر الضجيج؟ كيف؟ متى؟ …
أكمل القراءة »أرشيف شهر: أغسطس 2025
أسرارُ النُّونِ/ بقلم : ورود احمد الدليمي (العراق)
نُونٌ… رَحِمُ الحَرْفِ وَمَهْدُ المَعْنَى، قَوْسٌ مِن نُورٍ يَتَقَوَّسُ لِيَحْمِي نُقْطَةً كَأَنَّهَا بَذْرَةُ الخَلْقِ، شَفَّافَةٌ كَدَمْعَةِ قَمَرٍ تَسْتَحِمُّ فِي نَدَى الفَجْرِ. فِي بَطْنِهَا تَسْرِي أَنْهَارُ النُّورِ كَأُغْنِيَةٍ بِلَا بَدَايَةٍ، وَتَتَّقِدُ نِيرَانُ الشَّوْقِ كَجَمْرٍ فِي لَيْلِ اليَاسَمِينِ، وَتَتَنَفَّسُ أُنُوثَةٌ مِن مَاءٍ يَلْمَعُ، كَحُلْمٍ يَقْطُرُ مِن جَفْنِ الغَيْمِ. النُّقْطَةُ فَوْقَهَا لَيْسَتْ حِبْرًا… إِنَّهَا قَطْرَةُ الحَيَاةِ الأُولَى، لَبَنُ المَعْنَى الَّذِي رَضَعَتْهُ الأَرْوَاحُ، دَمْعَةُ …
أكمل القراءة »فوضى/بقلم:محمدحجّاج (اليمن)
حينَ تمَادى الشوقُ بصَدرِ الوَردةِ واحتدمَ البردُ بجوفِ الجمرةِ كانت لمدادك زفرة .. اطلقَها الوعدُ المخنُوقُ بعَبرة .. لتسُد مناسِم ذراتِ العطشِ المُنتفخِ الأوداج وحنينِ الطينِ الكامن بأروقةِ الأمشاج بِوجيبِ القلبِ المُثخنِ بِوخزاتِ عتابِك المثقلُ بحنين غِيابِك .. لم يُجدي نَفعاً .. تذكُرك الواهنُ بتفاصِيلِ البَسمَة لم يُشعل أشواقَ التوقِ إليك .. في قُربكَ والخوفِ عَليك ولِما هو أبعدُ من …
أكمل القراءة »مسكن القبلةِ الأولى / بقلم:حسين السياب ( العراق )
بتنهيدةِ شوقٍ سافرتُ من شقوقِ ظلالي أُشاكسُ حنينَ الوردِ في صدركِ، وأفتحُ وجعي لريح الشمال التي أضاعت الجهات كأنني آخرُ المدن المنحوتةِ على نهدكِ… ذلكَ الشاطئُ الذي يغرقُ في ظلمةِ الشمس ويستحمُّ كلَّ فجرٍ بندى حُلمكِ المستحيل.. لم أرَ مثلكِ زنبقة ترسمُ حلمةَ نهدِها على دفاتري فتولد القصائدُ عاشقاتٍ صغيراتٍ يقفزنَ في قلبي كفراشاتٍ من لهب… علّمتِني دلالَ القبلةِ الأولى …
أكمل القراءة »قمران/ بقلم:عبد الواحد عمران(صنعاء)
قمران وامرأة وكأس شاهدُ وقصيدتان وبيت شعر واحدُ وفم على صدر الكمان نسيته لتعيرني فمها به أتواجدُ قمران وامرأة تشكل ليلنا بالضوء والبيت الوحيد قصائد قمران وامرأة تغشّاني كما يغشى فؤاد النهر ماء بارد قمران يبتدئان ليلي ضحكة صغرى فمن غيري هناك يشاهد وكأنها امرأة على سجادة زرقاء في يدها كلام كائد بالصمت تفتتح الحديث ويبدأ السهر الأنيق وواحدي يتوافد …
أكمل القراءة »قمران/ بقلم:
قمران وامرأة وكأس شاهدُ وقصيدتان وبيت شعر واحدُ وفم على صدر الكمان نسيته لتعيرني فمها به أتواجدُ قمران وامرأة تشكل ليلنا بالضوء والبيت الوحيد قصائد قمران وامرأة تغشّاني كما يغشى فؤاد النهر ماء بارد قمران يبتدئان ليلي ضحكة صغرى فمن غيري هناك يشاهد وكأنها امرأة على سجادة زرقاء في يدها كلام كائد بالصمت تفتتح الحديث ويبدأ السهر الأنيق وواحدي يتوافد …
أكمل القراءة »كيف أدرج اسمي/ بقلم:عيشة صالح(عدن _ اليمن)
كيف أُدرج اسمي في دفترٍ تتدلى صفحاته الصفراء في خريفٍ بلا شمس؟ أأكتب نفسي بين المكدّسين كعلب صدئة على رصيف بارد، وأقول ها أنا، أحتاج كسرةً من خبزٍ مؤجَّل، وشربةً من ماءٍ معبأ في قناني الشفقة؟ أخشى أن يسقط وجهي من جيبي، ويكتشف العالمُ أنني ما زلتُ أصرّ على أن للإنسان حقاً في أن يجوع بكرامة، ويضحك بلا قيد، ويرفض …
أكمل القراءة »العوّاشَةُ وَالإعَاشَةُ: بَيْنَ تَمِيمةِ الحَياةِ وَوثائقِ المَوْتِ البِطِيء
كتب:مجيب الرحمن الوصابي في الذاكرةِ الشعبيّة اليمنيّة، عملتِ الأمهاتُ ما يُسمى العواشة… وهي قطعةٌ ذهب صغيرة على شكل مسمار، تُعلّق في أذن الطفل إذا فقدت الأسرة أبناءها مرارًا… أتذكرها متدلية ببهاء من أذن ياسر صالح عباد، صديق الطفولة اللحجي، ومهما كانت الأسرة ميسورة فثمنها، يجب أن تجمع من الصدقات عن رضى وقناعة وتطوع في الخير. كانت تميمة بسيطة، رمزًا للحياة، …
أكمل القراءة »من ساستنا .. نتعلم/ بقلم:كمال محمود علي اليماني( عدن _ اليمن )
استوقفه المذيع على الطريق ..وجه إليه المايكرفون وهو يسأله: هناك قرار مرتقب بمنع تعاطي القات ، فهل أنت مع أم ضد؟ أجاب بلهجة واثقة : مع .. وضد. المذيع: كيف؟ مع المخزنين ، وضد القرار. ******************* وصية أوصى أولاده وهو على فراش الموت أن لايمشي في جنازتة نصّاب أو كذّاب أو منافق. خرجت الجنازة وخلفها جمع من الناس ، وعملاً …
أكمل القراءة »كتبت مروة جمال مهدي. نعش مهمل. قصة قصيرة
لآفاق حرة نعشٌ مُهمَل بقلم. مروة جمال مهدي – اليمن تمدّد جسدي، ساكنًا، كأنه جزءٌ من الأرضِ. أطبقَ الليلُ جفنيهِ على الحيّ، تناهت إلى سمعي حوقلةٌ متقطعةٌ، اختلطت بزغاريد، شعرتُ بدفءٍ سرى تحت جسدي، في حين كان داخلي يتوقُ لجرعةِ حياة. من حولي شَخَصت أعين، ناديتُ جاري، توسلتُ إليه، لكنه لم يلتفت. تفجّر داخلي بركانًا، بين استغاثاتٍ خُنقتْ قبل أن …
أكمل القراءة »استندي/بقلم:عبد المنعم عامر(الجزائر)
استندي بهدوء على حائط حياتي بكتفيكِ الرحيمين كعيني أرنبٍ في البرد. وسأحاول، من الإطار الرمادي، من سجنِ الصورة الأبدي، من شريطِ الحِداد البارد، أن أناديكِ إذا استطعت، أن أمدَّ يدي وأربتَ على كتفكِ كما اعتدتِ في أوقاتِ ضياعكِ، أن أخبركِ أنني أشتاق كما تشتاقين، وأن هذه المسافة بيننا كمن يأكل الزجاج بأسنانٍ ضعيفة! الليل، من دون سرقتكِ العفوية للحلويات آخر …
أكمل القراءة »مزارع فاشل/بقلم:السيد العديسي ( مصر )
أنا مزارع فاشل ودائما ما أنسى شيئًا يتسبب في كارثة مثلاً لم أحول مجرى المياه في الوقت المناسب فأغرقت محصول القمح أشعلت النار لأخيف الفئران فكادت تلتهم ما زرع الجيران وكثيرًا ما ينبهني الصبية لألتقط فأسي من الطريق هل سمع أحد عن فلاح ينسى أين وضع بقراته؟ يا حبيبتي أنا مزارع فاشل وسيئ الحظ لكن صدقيني.. كان باستطاعتي أن أكون …
أكمل القراءة »