اهمية استثمار الاعلام في ادارة الازمات وكيف تلعب اسرئيل على كسب الرأي العام واستعطاف العالم
الاعلام وفن ادارة الصراع
( ٧ اكتوبر) وافعى الصهيونية تلعب دور الضحيه
شكل السابع من اكتوبر للعام ٢٠٢٣ مركزًا اعلامياً مهماً لكل وسائل الاعلام العالمية في نقل صورة المعركة الدائرة بين المقاومة الفلسطينيه والعصابات الصهيونيه في معركة متجدده تحت عنوان اطلقته المقاومه ( طوفان الاقصى) نظرًا للحصار التي تشنه قوات الاحتلال على القطاع منذ 17 عاما ومن ممارسات لا انسانية ولا منهجيه وبالاات بطش وقتل صهيونيه على مرائ العالم اجمع .
بدأت صرخات الصحافة الصهيونية ، مركزة على إثراء بعض الكلمات والجمل المحددة بهدف كسب التأثير واستعطاف الشعوب، من خلال تضليل الحقائق وبناء السردية التي تصوّرها كضحية, وهنا تسعى إسرائيل الى توظيف وسائلها الدبلوماسية بشكل فعّال لكسب تأييد الرأي العام العالمي والتأكيد على انها هي الضحية في الصراع, وجعل صورة الفلسطيني المنهوبة ارضه بانه هو المجرم.
واصفا في اول خطاب لوزير جيش الدفاع الصهيوني (يولاف غلانت) بان “الفلسطينيون هم حيونات بشريه” … !
ان عملية غزارة تكرار المفردات من نوع “حق إسرائيل في الدفاع عن النفس ” و”الحرب على الإرهاب” وغيرها من التراكيب التي تعزز من حالة الانحياز العاطفي للجانب الإسرائيلي, في تجاهل تام للتعليقات العنصرية الإسرائيلية، وأبرزها وصف (يوآف غالانت)، وزير الدفاع الإسرائيلي، الفلسطينيين ب “الحيوانات”.
وتهديد وزير التراث (عميحاي إلياهو) بتشجيع القاء قنبله ذريه على الفلسطينين, وايضاً ايعاز المدعو إيتمار بن غفير بقتل الفلسطينين وتزويد المستوطنين بسلاح ,
كل هذه المشاهد والتصريحات التي يولي عنها قادة اسرئيلين لإدعاءات امنيه وخوفهم من الفلسطيني ؟
هذه كلها عنواين مقتضبه تعمل اسرئيل على استثمارها خلال المعركة وتحريك الراي العام العالمي .
من اهم ما يجنده الاعلام الاسرئيلي ومنظومة الاحتلال ببث الشائعات و الادعاءات, لقلب الحقائق (الفاعل والمستفيد) ومن هذه الادعاءات التي قدمها الباحث و السياسي الاسرائيلي “مودخاي كيدار” حول حماس، حيث وصفها بأنها تشبه “داعش”، واتهمها بأنها ارتكبت اغتصابات للنساء وقطعت رؤوس الأطفال، هي ادعاءات زائفة وخلاف للحقيقة, لم تُثبت هذه الاتهامات بأي دليل واضح، وتم استخدامها كأداة لتشويه صورة حماس دون أي أساس من الحقيقة, تعد تلك التصريحات جزءًا من الجهود المستمرة للتشويه والتضليل لصالح إسرائيل دون أدنى صلة بالوقائع الحقيقية والأحداث الفعلية.
وايضاً العمل جاهداً على ان يكون ، الخبر المكبل بأحادية المصادر وبالوقائع الزائفة، ذلك أوجد مناخاً ملوثاً من التحليلات والتعليقات السياسية المنحازة للجانب الإسرائيلي، التي تؤدي دوراً قوياً في صناعة الرأي العام, واللافت أن هذه التعليقات السطحية جعلت من التعليق مقدساً، وفي مرتبة فوق الخبر.
وهنا بدأت اسرئيل ببث سمومها اثناء الهجوم على الفلسطينين العزل باعتى اسلحة الدمار الشامل وبقتل ما يزيد عن 18 الف فلسطيني من اطفال ونساء حوامل وشيوخ وكل ما هو يتحرك على الارض متجاهلة اسرئيل كل الاقنعه التي يتوجب ان تتدخل للحد من الازمة والصراع وهي مؤسسات حقوق الانسان ومجلس الامن الدولي ونظام العقوبات الدولي، وتجاهل اسرئيل واصرارها من جديد على ان لا ماء ولا كهرباء ولا وقود لهؤلاء “الحيونات”،
هذا يدل على شيء واحد بانها مستنده على قوة عالميه تشاطرها وتساعدها في استمرار هذه الابادة …!
ارتفعت أصوات التضليل من قبل وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بأعداد الشهداء الفلسطينيين, فقد حاولت هذه الوسائل التقليل من حجم المأساة الإنسانية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني، وذلك من خلال الترويج لأرقام أقل من الحقيقية، أو من خلال التشكيك في دقة هذه الأرقام بالرغم من اظهار وزارة الصحة الفلسطينية لكشوفات مرفقة بأسماء الشهداء وارقام هوياتهم الوطنية، حيث يُعد التضليل في أعداد الشهداء الفلسطينيين، جزءاً من حملة دعائية واسعة يسعى الاحتلال الإسرائيلي من خلالها إلى التقليل من حجم جرائمه، وتسويق صورته كقوة أخلاقية تدافع عن نفسها ضد الإرهاب.
ان تقديم الصراع على أنه (صرع ثنائي بين إسرائيل وحركة حماس)، دون أي حديث عن الشعب الفلسطيني، ثم يقع تقديم حماس بشكل عام على أنها منظمة إرهابية شأنها شأن (داعش) التي تضرب في كل مكان, وبمجرد أن توضع هاتان الفكرتان، تنتهي المناقشة .
مرة اخرى اسرئيل تتنكر بثوب الثعلب الماكر وتكسب التأييد من خلال تضامن الاعلام الفرنسي والامريكي والالماني لها بربط احداث حصلت بجرائم مرتكبيها على خلفية وهوية اسلامية لهم علاقة بادعاءات حربها (داعش/حماس)
كيف يمكن ان ننظم الاعلام لكي لا يمتزج في كل مراحل الازمة ؟
ودهاء اسرئيل وداعيمها ، بكتم كل الابواق كي لا تعطي حلول لانهاء الصراع ، الا بوصولها لمبتغاها خلال هذا الصراع .
والوباء المعلوماتي التي نجحت اسرئيل بالعزم على العمل به لتعتيم الحقائق ،وتسويق نفسها بانها هي ضحيه وانها تواجه (وحوش وحيونات)
لاحظنا جميعاً على ان اسرئيل تعمل وفق ايدولوجية بعيد المدى وعلى بحثها عن معلومات ككي تتاخذ قرار يمدها بعمر الصراع وكل يوم بعمر الصراع تحت ذريعة جديدة يحاول أعدادها جيداً كي يبثها للإعلام.
وهنا يبدا سم جديد تلعبه اسرئيل . . .
وهو التحشيد والتحريض والتوعية والتثقيف من جديد وحرف الانتباهات وحرف الرأي العام وتغيير الأفكار، لأنه كلما زاد عدد الجمهور قل عقله وزادت غرائزه، والصورة تلعب بالغرائز ولا تلعب بالعقل.
يعتمد الاعلام على نوعين هنا :
الاعلام الذي يعتاش على الازمات ، وهو بث الذعر والاشاعات والرعب والهلع وصور القتل والدمار ونشر الخوف ، ومحاولة التعود على المشهد والتعايش معه .
والاعلام الذي يكون اعلام منظم ، يعمل على نقل الحقائق ، وحلقة الوصل بين الجمهور وخلية الازمة..
يمكن تنظيم الإعلام خلال الأزمات من خلال تعزيز المسؤولية الاجتماعية وتقديم التدريب للصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام, كما يُفضّل إقامة آليات للرقابة والتعاون مع الجهات الرسمية، وتعزيز الشفافية والتوعية الإعلامية, و تحفيز الابتكار والتنوع الإعلامي أيضًا يلعب دورًا مهمًا في تحقيق توازن بين حرية الإعلام وضرورة تقديم معلومات دقيقة وموثوقة خلال الأوقات الصعبة.
كما يجب تعزيز التوعية الإعلامية للجمهور، مما يشمل تثقيفهم حول كيفية التمييز بين المعلومات الصحيحة والمضللة خلال الأزمات, هذا يساعد الجمهور على اتخاذ قرارات مستنيرة والتعامل بحذر مع المعلومات التي يتلقونها من مصادر متعددة.
ان التصعيد النفسي والضغط النفسي الناتج عن تغطية الأحداث الصراعية والمأساوية في وسائل الإعلام يمثل تحديًا كبيرًا, فعندما يتم بث مشاهد مروعة للقتل والتدمير والصراع بشكل متكرر، يمكن أن يؤثر ذلك سلبًا على الصحة النفسية للأفراد والمجتمعات بشكل عام.
كما تتعامل القنوات الإخبارية، مثل قناة الجزيرة على سبيل المثال، مع تغطية الأحداث الصراعية عادةً من خلال بث مباشر للأحداث، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تعريض الجمهور لصور عنف ودمار بشكل مباشر ومستمر, هذا النوع من التغطية الإعلامية قد يساهم في زيادة القلق والضغط النفسي على المشاهدين.
من المهم أن يكون هناك توازن بين حق الجمهور في معرفة الحقيقة وبين حماية الصحة النفسية, يمكن للإعلام تقديم التغطية الإخبارية بشكل يسلط الضوء على الأحداث دون التركيز الزائد على المشاهد الصادمة والعنف، وذلك من خلال التركيز على الجوانب الإنسانية، والتقارير التحليلية التي تشرح الخلفيات والسياقات والجوانب الإنسانية للأزمة .