هذا ما تبقى من رمادي/ بقلم:حسين العبيدي(بغداد – العراق)

هذا آخر ما تبقى من رماد
الحب ، يا صديقتي :
قلب نخرته الانتظارات
البليدة
عينان شاحبتان ، ذبل
فيهما
آخر وشل من الدموع
يدان معروقتان من تكاثر
التلويح للظلال
قدمان واهنتان تتعكزان
بإلكاد
على ما رسب في الطرقات
من أحاديث ماضية
دفاتر أشعار بالية
تكدست بالقصائد والغبار
وسائد باردة تبكي من
الوحدة
وتتململ من الأرق
قبلات طوحت بها الريح
من النافذة
ونقرتها العصافير
عناقات جف ريقها من
العطش
فخمد طعمها ، ومات
ذكريات جثت جثامينها
على مقاعد فارغة
وظلت مثل هياكل لأشباح
موتى
هذا آخر ما تبقى من رماد
الحب ، يا صديقتي
فانثري جراره ، إن شئت
على الشواطئ سمادا
لعله يسد رمق الزنابق إلى
الحياة
أو على وجوه الينابيع
لعله يكون لها دثارا من الثلج
والشتاءات الباردة
أو على النوافذ المشرعة
لعله يكون ستارا
يكتم ماوراءها من أسرار
كل ما أرغب فيه الآن
يا صديقتي
أن لا تنفخي في أشلائه
مجددا
فتتقد جمراته ، مرة أخرى
واحترق !

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!