ومضتْ بنا الأيـــــامُ
والأحلامُ تطويها السنونُ
لتبتني من فوقها آلامَنا
أوجاعَنا الثكلى
صدى أحزاننا
يرتدُّ رجعُ الصوت
بوح قصيدةٍ مكلومةٍ
من غير ما إيقافِ
هذا ندى آمالنا الخضراءِ
يشربه النوى
وضياءُ أحرفنا
تصادره الرياحُ
وتقتفي آثارَه
بين الرمال يمامةٌ،
كم وزّعت خطواتها دهراً
على التقتير والإسرافِ
خطـّت على رمل الهجير رسالةً
بملامح عربيةٍ
لكن بدتْ
“عبرية” الأوصافِ
وأتَتْ تُضمّد جرحَها
وتقول لي:
“أنت الذي..”؟
فأجبتها:
“فارقتُ دجلة أرتجي
ماء الفراتِ..
أصابني ظمأُ الهواجرِ”،
حرّكَتْ أهدابَها فيضاً
يغالبُ في الجفاف جفافي
وتساءلتْ:
“كيف الظما والنهر جارٍ
والمدى كل المدى
ماءٌ بغير ضفافِ”؟
قلت: “السبيل إلى ضفافِكِ غايتي
لكنني ضَيّعتُ
في موج الأسى مجدافي”