عَنِيدٌ لَا أُخَالِفُ كِبْرِيَائِي
وَهَشٌّ كُلَّمَا يَأْتِي مَسَائِي
سَأَرْحَلُ قَبْلَ مِيعَادِي قَرِيبًا
لِأَنَّنِي لَيْسَ يُسْعِدُنِي بَقَائِي
سَيَأْتِي قَارِئٌ وَيَمُرُّ بِاسْمِي
وَيَقْرَؤُنِي عَلَى شَايِ الْمَسَاءِ
سَأَرْحَلُ ثُمَّ يَعْرِفُ أَصْدِقَائِي
بِأَنَّنِي كُنْتُ أَوْفَى الْأَصْدِقَاءِ
سَتَعْرِفُ مَن تُعَادِينِي لِأَنَّنِي
مَشَيْتُ وَمَا التَفَتُّ إِلَى وَرَائِي
بِأَنَّنِي أَطْهَرُ الْمَارِّينَ قَلْبًا
وَمَا لِي غَيْرَ شَمْسٍ فِي سَمَائِي
رَحِيلِي لَيْسَ يُوجِعُ غَيْرَ أُمِّي
وَلَيْسَ يَضْمُنُنِي إِلَّا رِدَائِي
كَأَنِّي كَالْمُعَرِّي وَهُوَ أَعْمَى
يَرَى زَحْفَ الْمَشَاعِرِ فِي الدِّمَاءِ
أَرَى فَرَحَ الْيَتِيمَةِ حِينَ تَرْنُو
إِلَى الْأُسْتَاذِ فِي ثَانِيِ إِبْتِدَائِي
وَكَمْ أَسْعَدتُ يَوْمًا قَلْبَ طِفْلٍ
بِبَسْمَتِي الْمُعَتَّقَةِ النَّقَاءِ
أَنَا وَصَدِيقِيَ الْحَسَنُ بْنُ هَانِي
قُبَيْلَ الْمَوْتِ نَلْهَجُ بِالدُّعَاءِ
وَلَكِنِّي أُخَالِفُهُ، فَخَمْرِي
عَصِيرٌ مِنْ قِرَاءَاتِ الْكِسَائِي
كَأَنَّ الْأَرْضَ ضَيِّقَةٌ عَلَيْنَا
عَلَيْنَا نَحْنُ أَحْفَادُ السَّمَاءِ
وَكَمْ آَخَيْتُ وَكَمْ آَخَيْتُ لَكِنْ
لَقِيتُ الصِّدْقَ أَكْرَمَ مِنْ أَأَخِي
سَئِمْنَا مِنْ مُسَاوَمَةِ الْمَنَايَا
وَمِنْ نَوْمٍ عَلَى أَمَلِ الشِّفَاءِ
وَمِنْ وَهْمِ التَّفَاؤُلِ فِي زَمَانٍ
بِهِ يَمْشِي الْأَمَامُ إِلَى الْوَرَاءِ
وَمِنْ شَبَعِ الْفَقِيرِ بِقُوتِ يَوْمٍ
وَمِنْ جُوعِ الثَّرِيِّ إِلَى الثَّرَاءِ
وَمِنْ طِفْلٍ يُطَمْئِنُ وَالِدَيْهِ:
أَيَا أُمِّي، عَنَاءُ أَبِي عَنَائِي
إِذَا مَا الدَّمْعُ لَمْ يَرْوِ الْحَنَايَا
فَمَا مَعْنَى وَمَا جَدْوَى الْبُكَاءِ؟!
أَنَا لَا أَنْحَنِي إِلَّا لِرَبِّي
وَلَيْسَ لِغَيْرِ مَوْلَايَ إِنْحِنَائِي
إِذَا مَا أَغْلَقَ الْأَبْوَابَ حُزْنٌ
فَدُونَكَ كُلَّ أَبْوَابِ الرَّجَاءِ
شَغِفْتُ بِيُوسُفَ الصِّدِّيقِ يَهْوَى
عَذَابَ السِّجْنِ لَا وَصْلَ النِّسَاءِ
هِيَ الدُّنْيَا وَلَنْ أَخْتَارَ دُنْيَا
وَإِنْ جَثَمَ الْبَلَاءُ عَلَى الْبَلَاءِ