حين يصبح التكريم إهانة للأدب/ بقلم : عادل الخطيب

حينما تحوّلت المنصات الثقافية إلى حلبات سيرك، خرج علينا – نجوم الثقافة – الجدد، أولئك الذين لا يستطيع أحدهم كتابة جملة واحدة تفهمها العصافير، ناهيك عن البشر! ومع ذلك، يتسللون إلى الأضواء، يهرولون كمن يتسابق مع ظله، وكل ذلك بهدف وحيد . أن يلمع اسمهم ولو على حساب الأدب نفسه.

المهزلة الكبرى تتجلى عندما يتم تقديم -الدروع التكريمية- تلك القطع المعدنية التي لا تساوي أكثر من حفنة دراهم، لكنها تُقدّم وكأنها تاج من ذهب خالص. وكأننا دخلنا في زمن يُمنح فيه تكريم الأدب لمن يرفع لافتة (أنا مشهور) لا لمن يحمل روح الإبداع الحقيقي.

المثير والمضحك المبكي أن هذه الدروع لا تكرّم الأدب، بل تستهزئ به. تخيّلوا أن يكون التكريم على يد أفراد لا علاقة لهم بالثقافة، فقط لأنهم يملكون القدرة على تنظيم فعالية هنا أو هناك وكأن الأديب أو الشاعر الحقيقي يحتاج إلى شهادة من هؤلاء ليثبت وجوده.

يا سادة .. إن أردنا حقاً تكريم الأدباء والشعراء، فلنترك الأمر لجهات محترمة تعرف قيمة الكلمة، مثل وزاراة الثقافة والجمعيات الأدبية والمؤسسات الكبيرة التي لها وزنها. أما أن يتحول التكريم إلى مسابقة شعبية لمن يلتقط أكبر عدد من الصور مع (الدرع). فهذا أشبه بمنح كأس العالم لفريق لم يعرف يوماً كيف يركل كرة.

الحقيقة المُرّة هي أننا لا نكرّم الأدباء، بل ندفن الأدب نفسه تحت ركام من التصنّع والمظاهر. وربما يحتاج هذا الزمن إلى أديب من نوع خاص، ليس ليكتب لنا شعراً أو نثراً، بل ليسخر من هذه الفوضى التي لا علاقة لها بالثقافة ولا بالإبداع، بل بكل ما هو عبثي وزائف.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!