لا نملك ما نقوله/بقلم:

تماماً مثل غيمات مُخادعة
تدس الأمل فينا وتسقط مطراً
من الأُفق البعيد.

دعينا من جُعبة الصمت نخلُّق حديثاً
نملأ به فراغنا الشاسع.
نعتقد أننا نملك مفاتيح الفرح
تماماً مثل عصفور يسهب بالغناء
ولا يعلم أن القناص يتحين له لحظة
الاقتناص.

دعينا نبتعد قليلا عن خيباتنا الملتوية
نبتاع من هذا الصباح حفنة ضوء
ونخبئه في كهوف أرواحنا المظلمة.
وفي المساء نعتقد أننا نستطيع أن نضيء
عُتمة هذا العالم ونرقص في أعلى قمة منه.

سأمضي في اتجاه ما, أبحث
عن صوتك الأثير في صدى الحنين
وعن عينيك خلف الظن
وعن فراشات ضحكاتك في أنطولوجيا الدهشة
وعن دفء أنفاسك بين أصابع الريح
وأنتِ ستمضين في الاتجاه الآخر تبحثين
عن أمانٍ يقيك سطوة الخوف
عن نقطة نلتقي فيها,

مِثلُكِ لا تملكين إلا الوقف خلف الأبواب
وتلويحة خجولة من خلف النافذة …
ومثلي لا يمتلك إلا إطلاق أسراب التناهيد
في فراغ الكون …
واقتناص قصيدة من سُحنة ملامحك الطافحة
بالشوق
مِثلُكِ سلخت الأعراف حبالك الصوتية
ومثلي نفذتْ عنّي قُلل الصبر فشربت صوتي
مِثلُكِ ومثلي لا نملك شيئاً لنقوله
سوى الصمت.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!