زهرُنا أبيضُ
لم يُلامِس خيالاً
ولم يُهدِ أمنيةً ليدٍ قطَفَتها على مَهَلٍ
أو لِمَن لَم يَكُن
ما الذي جعلَ العيد أكثرَ مِنِّي ومنكِ انتظاراً
وأطولَ بالاً
وأصدَقَ مِن نفسِهِ
وهو يأتي على غير عادتهِ
قبل موعدهِ دون رائحةٍ
ثم يأتي على غير عادتهِ
بعد موعدهِ
دون طعم ولون.
…
ذنبُنا أبيضُ
وقميصي الذي لا يُهمُّ إذا قُدَّ مِن قُبُلٍ
أو إذا قُدَّ من دُبُرٍ
واعترافاتُنا وهي تخرجُ دافئةً
مِن مساكنها
ويدانِ من الضوءِ تشتبكانِ
بأرضٍ محايدةٍ
بين “عِلمٍ وحُلم”.
…
شَكُّنا أبيضُ
وعميق كتفكير عاشقةٍ
في الثلاثين من جُرحِها
لبِسَت عِقدها بعد أن هجرته
لأن الشعور بذنبٍ قديمِ يضِيقُ على جيدِها
وبنصفِ اليقينِ
تواجهُ عاصفةً
وتقولُ: سأعترفُ الآن لي
بوداعٍ أخيرٍ
وأسكنُ في غيمةٍ ضائعة.
…
ليلنا أبيضُ
تتزاحمُ اقمارُهُ في عباءتهِ
نتوهمُ أنَّا على أملٍ
سننامُ ونصحو
وتنبُتُ أوراقُنا بعد توقٍ كثيف.
…
عيدُنا أبيضُ
كالثوابِ الجزيلِ
سعى نحونا
وسعينا إلى أن يُجَدْوِلَنا العيدُ
في دفترٍ للحضورِ
إذا ما لبِسْنا كما شاءَ
مهما استدانَ ابتسامتهُ
مِن شرودِ النسيمِ
وأصبح جمهورُهُ مفلساً
قبل أي احتفاء.
…
موتُنا المشتهى أبيضُ
لامعٌ مثل أفكارنا
ثملٌ مثل كأسِ المُنى
ناعسٌ مثلُ طَرفِ الغزالِ الفريسةِ
مكتملٌ كجوابٍ صحيح.