نزيل الروح/بِقلم الشَّاعِر/يُونُـس القَبـلاني (اليمن)

يزورك فــي الحلـــم ذاك الذي
مُحـــالٌ بغير الــــرؤى أن تراه

ويمضي وقد قضَّ حــلو الكرى
وعتَّقَ في مُقــــلتيكَ الــــمتاه

بما يلتقيكَ الصـــباحُ الخجـول
وقد بِـــتَّ تلثُـــمُ ليلَ الغُــواه

وكيـف لعينيـّـــك أن تســــتنير
وقد مسَّها طائِــــفٌ من جــواه

كذٰلك يهذي دُجى العاشــــقين
أولي الأمنـيات فطـــام الشِّـفاه

كـــذاك يُـــشَيَّعُ بالمســـــــتهام
إلى ذكريات الــنَّوَى فــي صباه

ألا أيُّــــها الزائِـــر المستــــحيل
أقم بالضلوع مـــــقام الــــحياه

وأخبر ســــرابك أن يســــتريح
ففي الصدر يا غائبـي منتهـــاه

شُفيتُ بطيفك من عِــــبء دَهرٍ
شحيح المُنى مُســرِفٍ فـي أذاه

وعادت جراحات قلــبي زهــورًا
وفاحت فنامت علـــــيـها يـــداه

سـلامٌ عــلى نـورِك المـُتـشَـــظِّي
وألــفُ ســــــلامٍ عـلــى مـا ذراه

يضوع فينتـــــــابني منـه خوفٌ
وأَمــــــنٌ ومُرتَـــــبَكٌ وانتبــِـــاه

وينســاب فـي خلجـاتي وديـعـاً
يُطبـــطـــبُ “أوَّاه” يربـِـــتُ “آه”

لِطيفِـــكَ يا زائـــــري ألــفُ كونٍ
بقلـــبي لِـــئَــــلّا تــــمَـــلَّ سُــراه

فسِر أينما شِئـت علَّـــك تبــــقـى
رهينًا كفيفَ الخُـطى فــــي مـداه

تُعارِكُ فيهِ اِجتـــــراء الصَّــحاري
وتحسو دموع الـخـــوا فـي رُبـاه

تعـــال نُقـلِّــبُ سِـفـــرَ الأمـــانـي
نُراجـع مـن عهـــدِنــا مــا طــواه

أتــذكــر يا تائـهــي كــم عشـــقنا
وكم أطــعم الحـــب مِـــنَّا رَحَــاه

أتذكر حين اختـــطفنا الــليـــالي
وســـرنا بأرض الجـــنون حُـــفاه

وحين احتسينا السُّهاد انتـــحارًا
وحين انتشى فانـــــتهكنا عُــــراه

رعى الله ماقــد مضى من هوانا
ومِن دامع الرَّحَمـــات ســــقــــاه

أتاني خيالُ الحبـــــيب مــــنامًـا
وأيقــــظ شــوقـي ليـقضي مُـناه

وجَالَ بقربـي من اللـيل شـــــيئًا
وجفَّفَ خــــدي وبـلَّلـــــتُ فـــاه

وأنصــــفني من لواعِــــج صبري
ومن بُرَحـَــاء الظَّما في جــــفاه

وأوسـع ناب الحنيــــن احتـضانًا
وعربَــد في نائِــــحاتي صـــــداه

وقام ليمضـي إلـى حيــثُ يــذرو
على شاهِق المعــــجزات فَـــــتاه

وغــــادرني والأمــــاني جــــياعٌ
تُلاهيــه يـنسـابُ تحــــــسو سناه

وبعثرني والـــتــــشهِّي صــــريعٌ
وأزهـــق في مخدعي ما شـجـاه

فسامِح نَزِيـل الحنـايــا ضـموري
ففي الأرض جَـوْرٌ وقـومٌ طـــغاه

وَدِدتُ بأن أحـتـويــك بــقـلــبــي
ولـٰـكِنَّ مـكـر الـزمــان احـــتــواه

وأجبرني أن أنــاجــــيــك حُلـــمًا
وأنت الذي ما ارتـجَــــيتُ سـواه

عدِمنا الـعـدالة في صــرح دنـــيـا
مدامــيكـها مــــن أنــامٍ قُـــــســاه

توارَيتَ تــقَفــو الحيــاة وإنِّــــــي
مقيمٌ هــــنا استَحِثُّ الـــــوفــــاه

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!