تفرك الظلمة يديها
إيذانًا ببدأ تسلقها لجدران
السماء
وإعلانًا منها عن بداية غزوها
الليلي
ومطاردة الٱضواء الشاردة
من كل مخابيها وسواترها في جنبات الأرض والثكنات
بجحافل الهجوم السود
التي لا ترحم ولا تترك
لشيء كساءه اللوني
ينتصر الغيهب..
وهذا قلبي كذلك يرتشف
السواد ليزداد منه قتامة
وروحي تفترش السواد لتمرغ
وجهها الكالح في حرير الزمهرير
ووجداني يجدد طلاءه
يسود جدران الشعور السود..
قد أظلمت عندي منذ
زمن .. حين غابت شمسي..
ولم تشرق بعد
لم يعد للشمس عندي قيمة
لم يعد للضوء عندي عنوان
كل الأماكن ملصقات سود
في نظري
تستر الألوان والأضواء
وتتوحد معي فيني..
كل شيئ ينعي
انقطاع نورك يا شمسي
عن حياتي
وانحباس حرارة حرفك
عن تبديد شيب الثلج
عن جدران ذاتي
لأمضي دونك والجًا
أكثر في خاصرة اليباب..
مذ غبت أسلمت نفسي للغروب
وتركت كلي ككل شيء
ليطويني الغياب
بكل بساطة..
*حين تجف الورقة الخضراء*
*حين يُقعِدها البرود عن التخضر*
*تترك حاسرة حواف الضوء*
*وترحل من على شرفات الحياة*
*نحو مدن التفتت المنفية خارج اللحظات*
*تستقل قطارات الرياح*
*نحو منفى الصمت*