لم يولد هذا الواقع الوسخ بين ليلة وضحاها ، بل هو إفرازات طويلة ، وجسد متخم بكل الفساد ..فقط هذه الصورة الأخيرة من فلم حياتنا والكل يعرف أن البناء على أرض سبخة ، مترهلة ، وزلقة ستوصلنا إلى المشهد الختامي البشع …لكن كلنا كنا مشاركين في صنع هذا المشهد الختامي الذي لا يستطيع أن يكتبه أعظم الكتاب الساخرين ..فالواقع كان عبقريا وفوق كل خيال ..لكن المتبصر يعلم أنها النهاية الحتمية لا محالة ..
لقد اخترنا عاقل حارة سارقا، وشيخا بليدا ، ومدير مدرسة أبلة ، ومدير عام كومبارس ، ومحافظا كوزا مركوزا ، ووزيرا عاهة لا يفق شئئا في مجال عمله ، ورئيس وزارء يجيد طباخة من أتى به لمنصب أكبر منه ملايين المرات ، ورئيس إمعة لا يصحو من فوق فرش نومه …
لم تتوقف النكبات هنالك بل زادت الطين بلة وعفانة بوصول قيادات ثورية جاهلة عفنة تشعر بحالة النقص ، والخواء ، فراحت تمارس شبق المسؤولية من على سرير دون جدران ،وتسرق أمام الكل ، وتبني من السرقات أمام عين المواطن الذي يزداد فقرا ..وظهور سوق الكلام في مرافق الدولة وأقصد إعلام الصرفة الذي زاد وارتفعت قيمته ، وتخاله مشهدا إباحيا من فيلم ( شارع اللواطي) فالكل يخلع قلمه ويسنه من أجل صرفة ..لقد تكاثرت هذه الأقلام الإباحية في كل مرافق الدولة وصارت أكثر من الذباب المنتشر على بقرة نافقة على قارعة الطريق .
