حُزْنُ النَّخِيل/شِعْرُ: مُحَمَّد السُّلَمِي

يَا رَبَّ يُوسُفَ إِنَّ حُزْنِيَ يُوسُفِيْ
عَنْ كُلِّ مَنْ سَفَحُوا دَمِي بِكَ أَكْتَفِي

لِي إِخْوَةٌ غَيْرُ الذِّئَابِ، وَإِخْوَةٌ
مِثْلُ الذِّئَابِ، وَلَيْسَ لِي مَنْ أَصْطَفِي

وَأَنَا أَنَا فِي الجُبِّ، أَوْ فِي السِّجْنِ، أَوْ
فِي المُلكِ، أَرْفُضُ أَنْ أُغَيِّرَ مَوْقِفِي

إِنِّي لَأَعْرِفُ أَنَّ سِجْنِيَ جَنَّتِي
لَكِنَّ زَوْجَةَ سَيِّدِي لَمْ تَعْرِفِ

وَأَبِي أَبِي .. ضَمَّ القَمِيصَ لِصَدْرِهِ
كَمْ حَذَّرَ الأَحْبَابَ مِنْ ذِئْبٍ وَفِي

مَا زِلْتُ فِي رُؤْيَايَ أَسْأَلُ طِفْلَةً:
هَلْ يَسْتَسِيغُ القَلْبُ أَنْ تَتَكَلَّفِي؟

بِفُؤَادِيَ العَفْوِيِّ حُلْمُ طُفُولَةٍ
عَلَّقْتُهَا ذَاتَ الحَنِينِ بِمِعْطَفِي

يَا رَبِّ لِي ثِقَةٌ بِوَصْلِكَ كُلَّمَا
كَادَتْ مَصَابِيحُ التَّفَاؤُلِ تَنْطَفِي

المَاءُ أَسْرَعُ فِي مَجَالٍ ضَيِّقٍ
حَتَّى مَتَى أَمْشِي أَجُرُّ تَلَطُّفِي؟

يَا رَبِّ إِنْ لَانَ الزَّمَانُ لِصُحْبَتِي
فَالجُوعُ لَا يَقْسُو عَلَى المُتَعَفِّفِ

مَا لِلْجِرَاحِ نَزِيفُهَا عَطْفٌ لَنَا؟
مَا آلَمَ الجُرْحَ الَّذِي لَمْ يَنْزِفِ !

بِي مِنْ كِتَابِ النَّخْلِ نِصْفُ رِوَايَةٍ
قَدَرُ الحِجَارَةِ أَنْ تُسَاقِطَ أَحْرُفِي

أَنَا أَقْتَفِي حُزْنَ النَّخِيلِ وَرُبَّمَا
سَيَجِيءُ دَهْرٌ لَا مَجَالَ لِمُقْتَفِي

مَنْ مُنْصِفٌ قَلْبِي مِنَ الزَّمَنِ الَّذِي
مَرَّ الزَّمَانُ وَلَمْ أَجِدْ مِنْ مُنْصِفِ؟

ضَاقَتْ وَضَاقَتْ ثُمَّ ضَاقَتْ ثُمَّ لَمْ
أَشْعُرْ بِضِيقٍ بَعْدَ ذَلِكَ أَجْوَفِ

يَا رَبِّ هَلْ بَابٌ يَمُرُّ إِلَى غَدِي
إِنِّي أَرَاهُ الآنَ مِنْ طَرَفٍ خَفِي

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!