كن منّي قريبًا
اكسر جموحْك
والتحم بروحي
الغيمةُ لا تختارُ
سقوطَ الأمطارِ
حيثما شاءتِ الرياحُ
وإنّما حيثُما يشدُّها
عمقُ الأرضِ
حيث تجذبُها
مفاتنُ الطبيعة
وقلوبُ المتصوفين
غيمتي…هي سر ذاتي
لذا…أنا أمطرُ حبّاً
رغم أن الواقع يصدم
يقلّب المواجعَ
يذكّرني بأنّي عاجزة
عن إسقاط قطرة
بدون ذرف دمعة
سأرحلُ، باكيةً….
ويقالُ بأنّي الشّاعرة
كيف أكونُها
وأنا ألتهمُ الحياةَ تخمةً
وغيري يموتُ جوعاً إلى حياةٍ
وغيري يقبضُ على الرّصاصةِ
بقبضة يده
يداري منها طفلهُ
صيّرتَني غيمةً جامحة
تبحثُ عنكََ
في أصقاعِ الدّنيا
منّي يولدُ الصّقيعُ
منّي تغطّي الثلوجُ ركبتي
طفلٍ يتيم وأرملة
وعجوزٍ يلهثُ خلفَ الحياةِ
بعكّازٍ
أنا غيمةٌ جامحةٌ
كفاني أوهاماً
سأرحل إلى هناك
إلى حيثُ لا هو الموتُ…ولا هي الحياةُ
إلى حيث المنفى
سأمتطي الرحيلَ
بجموحِ فرسٍ
سأرتدي الهروبَ
فبيني وبينك حبيبي
تاهتِ المسافةُ
ليتك تقتربُ
تلاصقُ حنيني
ليتكَ تكونُ الرحيل
لأرحلَ إليك
مهما ضاقتْ علينا المسافةُ
كلانا نلْنا من الجموحِ شقاءً
كلانا خسرنا الحبّ جزافاً