غدًا سوفَ يُروى أنَّ عرّافَ دمعِهِ
يُصدِّقُ في تخمينِهِ الآنَ أكثَرا
يُقلِّبُ فنجانًا ويَقرَأُ قَهوَةً
بها من زمانِ الحُبِّ ما كانَ مُقمِرا
بها من زُلالِ العِشقِ
رَوجُ حبيبةٍ
ودُرَّاقُها
ماءُ الشِّفاهِ إذا جَرى
يُحدِّثُهُ نَحلُ البَساتينِ ذاهلًا
لَذاذَتُها
سالَتْ على الشَّهدِ سُكَّرا
ويَلثُمُها وَردٌ وما كانَ مُغرَمًا
ولكنَّ رِيقًا
أنعَشَ الحُبَّ
عَطَّرَا
كأنَّ النَّدى لمّا رأى الخدَّ راشِحًا
تَخَبَّأَ في أوركيدِهِ
ما تَقَطَّرا
يُبادِلُهُ فَخمُ التَّحياتِ .. نَفحُها
إذا ضَحِكَتْ كونٌ من الطِّيبِ أَزهَرا
فما عَجَبي بالحُبِّ ..
ألطفُ كائِنٍ
له كَسَفَتْ شَمسِي لِيُشرِقَ أَنضَرا
# # # # # #ِ
غدًا حينَ يَرعَى الليلَ ..
يُسكِتُ جوعَهُ
يُسَمِّي الَّذي أَبدَى منَ الشِّعرِ نَيِّرا
ويَمشي إلى نَهرِ المَواويلِ خَلفَهُ
بُكاءٌ ..
وقَلبٌ ..
كانَ بالأَمسِ كَوثَرا
على قَلَقِ الأَيَّامِ يُلقِمُ بُرعُمًا
حياةً
يُرَبِّي في الأحايينِ أَخضَرا
قديمًا ..
أَزاحَ الوقتُ ..
قَرَّبَ مُقْلَةً سماءً
فأَهدَى للمُحِبِّينَ مَنظَرا
وبَلَّغَ هذا الصُّبحُ أنفاسَ هالَهِ
ووَشوَشَ في أُذنِ المَصابيحِ في الكَرَى
وأَرسَلَ هذا الشَّوقُ نَعناعَ شايِهِ
لِيُؤنِسَ روحًا زارَتِ الطَّيفَ زَعتَرا
عليهِ سَلامُ الحُبِّ ..
ما مالَ بُلبُلٌ
وَغَنَّى فَراشٌ
وَاستَهامَ …
فَعَبَّرا
عليهِ منَ التَّحنانِ ..
روحٌ توزَّعَتْ
على كَنَفِ الأحبابِ
غامَتْ
لِيُمطِرا
لأنَّ سَحابَ الذِّكرَياتِ مَردُّها
بِحارٌ
يسيلُ اليومَ في العُمرِ أَنهُرا
لأنَّ انتِظارَ الطَّيفِ ضَيفًا يُمِيتُهُ يُباسًا
وغُصنَ الرُّوحِ إن زارَ …
أَثمَرا