يممت بوجهي نحو السماء،
اتطلع بعينين شاخصتين نحو الأفق،
تعيدني آلة الزمن للوراء،
مستحضرًا زمن الأنبیاء.
أطلقت جناحي في فضاء كل النبوءات،
أستلهمُ منها حمامة تحمل غصن زيتون،
ورسالة سلام
مخطوطة بيد (اخنوخ)،
ممتدة من (جبل النور) إلى (طور سیناء)،
ومکتوبة (بعصا الحياة) على جبين الموتى،
تتفجر حروفها أنهار أمل،
تسير فينا كنبضٍ لا ينقطع.
و(سفينة) الحياة تمخر فيها،
تحرسها عين الإله،
تشرب منها (الناقة) حتى الاكتفاء،
وتمضي فوق موج الحزن وسبع بقرات عجاف،
تُثمر على ضفتیها (شجرة الخلد)،
تتدلى منها تفاحة حمراء،
ترويها قطرات الأمل، تتراقص حروفها بين السطور،
على عزف مزمار (داٶود)،
يُجدد الحياة فينا كأنفاس جديدة.
و(عفريت من الجن) يُستحضرها لنا
قبل أن نقوم من مقامنا،
كأننا نُبعث من جديد في عالمٍ يعمه السلام.
يا رسالة السماء،
لملمي مساحتنا المتجزئة،
واصنعي من ضمائرنا وطناً ينبض بالسلام،
يدفن في صدره كل الأضغان
مكتوبُ على وصيد بابه
﴿ادخلوا بسلام آمنین﴾،