سجاح/ بقلم: د .أبو فراس بن سهيل اليافعي

موطن البله نازفٌ مستباحُ

فاطمئني بسخفنا يا سجاحُ

نحن كالرمل جاثمون ، وحينا

ترتدينا لدى الهبوب الرياحُ

فزعمنا أنا نجحنا … ولكن

في فم الريح زعمنا والنجاحُ

أنت أدرى بحالنا إن صحونا

ذات يوم فما لرمل جراحُ

فاقرئي الدجل و الضلال علينا

ثم زيدي لكي يطول الكساحُ

واحشدينا إلى الميادين عميا

فالتناجي بغير عقد سفاحُ

نحن أسراك في لظى فاستبدي

طالما الحكم نزوة و اجتياحُ

كيف نحمي ثرى البلاد و نحن

عالة الفكر ، خاملون ، شحاحُ

مغلق بابنا عن النور منذ

قيل للعهر و الفساد انفتاحُ

قبل تأتين كان للحزن طعم

و على الفقر يستمر الكفاح

والقيادات تستحي ، والأماني

مثل تلك السحاب بيض فساحُ

كم مشينا بغير وعي، و عدنا

وعلى الصدر طعنة أو وشاحُ

ثم نمنا على الرصيف كقيس

ما علينا إذا عشقنا جناحُ

خلف فتواك مطعم المرّ حلو

والجراحات غبطة و ارتياحُ

حزننا السرمدي لم يبق نبضا

شاعريا ، و لا انشراحا يتاح

نحن في التيه ..لا عزاء لفان

ظل يهديه في الظلام النباح

والكفاح الطويل ينبيك أنا

سادة ، إيه أيهذا الكفاح

يصنع الخائنون منا نعالا

بعدما بيع بالمزاد السلاحُ

نحن متنا بغير معنى ، ومعنا

لذة الجهل والليالي الملاح

فنرى النصر غيمة لم يصلنا

من نداها إلا الأسى والنواح

واعتلى العرش فاسد لم يخنه

قلبك الرطب بل جفاه النجاح

فاحتمى في هواك، والفل حضن

يجلب السعد و الشذا و الأقاح

نحن بعنا السيوف من ألف عام

والردينية الطوال الرماح

وانحرفنا مع الهوى وانجرفنا

للمهاوي ، فما أطل الصباح

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!