قارِئَةُ الفِنْجانِ/بقلم: دعاء الأهدل

تَقُولُ لي قارِئَةُ الفِنْجانِ:
الرَّقْمُ الصَّعْبُ الَّذي يُمَثِّلُني:
سَبْعَةٌ، حِينَ وُلِدْتُ،
وَحِينَ ارْتَدَتْني قُبَّعَةُ العِلْمِ آخِرَ
مَحَطّاتِها، وَحِينَ عَقَدَ
الحَظُّ صُلْحًا مَعي
مَرَّةً واحِدَةً،
وَحِينَ انْفَصَلْتُ عَنْ أَحْلامِ الحُبِّ
الوَرْدِيَّةِ الكاذِبَةِ،
وها أَنا الآنَ تَمُرُّ عَلَيَّ الحَياةُ بِسَبْعَةِ
أَشْهُرٍ مِنَ الخَلاصِ مِنْ مَشاعِرِ
الحُبِّ.
أَخِيرًا، قالَتْ لي: إِنَّها
طاقَةُ نَصْرٍ عَلَى
فُلولِ الشُّعورِ.

تَكْشِفُ لي قارِئَةُ الفِنْجانِ سِرًّا:
بِأَنَّني أُنْثى بِمَشاعِرِ العالَمِ،
أَحْمِلُ عَلَى أَكْتافِ قَلْبي الحُزْنَ،
أَوْراقُ مَشاعِري كَشَجَرَةِ العِنَبِ
فِي فَصْلِ الخَريفِ.

تُنَبِّهُني مِنَ التَّفْكيرِ الَّذي
غَزا رَأْسي كَالنَّمْلِ الأَبْيَضِ
فِي خَشَبَةِ الحَياةِ.

تَقُولُ لي: فِي جَيْبِ قَلْبِكِ
يَمْكُثُ الحَظُّ النّائِمُ،
سَيَنْهَضُ حِينَما تَتْرُكِينَ
بابَ قَلْبِكِ مُوارَبًا
لِلْحُبِّ.

فِي فالِكِ يَقولُ:
سَتَتَجاوَزِينَ المَعْنَى وَتَبْدَأُ
الحِكايةُ بَعْدَ الحُبِّ، سَتَضَعِينَ
ذَكَرًا يُشْبِهُ شَجاعَةَ شُعورِكِ،
وَتَكونُ لَكِ بَناتُ القَصائِدِ
اللَّواتي يُشْبِهْنَكِ،
مُتَمَرِّدَةً لا تُثْقِلُكِ رَهْبَةُ القَبيلَةِ،
تَقولِينَ “لا” فِي وَجْهِ الخَوْفِ.

سَتَكونِينَ زَوْجَةً صالِحَةً تُطْعِمِينَهُ
الحُبَّ مِنْ حَلْوَى القَدَرِ،
وَأُمًّا عَظِيمَةً تُرَبِّينَ أَجْيالَ
الفِكْرَةِ؛ فِي أَرْضٍ كانَ يَغْزوها
الحَرْبُ، سَتَكونِينَ
كَلِمَةَ “السَّلامِ”

تَقُولُ لي قارِئَةُ الفِنْجانِ:
لا تُشْبِهِينَ الفُصولَ جَميعَها،
الرَّبِيعُ مَنْ يَسْكُنُ قَلْبَكِ،
وَهُوَ يَحْمِلُ الحُبَّ وَالوَرْدَ،
وَيُثْمِرُ فِي بُسْتانِكِ الشُّعورَ.

لا تَقْبَلِي بِأَيِّ رَجُلٍ لَهُ قَلْبانِ
بَيْنَ الحَيْرَةِ وَالوُجُودِ،
وَلا تُجارِي المَصِيرَ فَيَأْخُذَكِ بَعِيدًا عَنْ ذاتِكِ.
رَحِمُكِ مَنذورٌ لنَزْفِ الزَّيْفِ،
سَتُنْجِبِينَ الحَقِيقَةَ.

سَتَتَوَهَّجِينَ مَعَ النُّجُومِ،
وَيَكونُ وَجْهُكِ القَمَرَ فِي مِرْآةِ
السَّماءِ،
وَتُرْسِلِينَ اسْمَكِ فِي أَوَّلِ حِكاياتِ
الدُّعاءِ،
وَيَكونُ فالُ فِنْجانِكِ فِي الأُفُقِ
لامِعًا.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!