جوال في المدينة الخربة (٤)/بقلم:وليد المسعودي(بغداد _العراق)

ها انا اتجول
في هذه المدينة الخربة .
تصعدان معا
وتنزلان معا
الرقصة والضحكة
في قلوب الاطفال .
” قيمة وتمن ”
صيحة هزها الشوق والجوع
في الزقاق الفقير
يركض السواد كله
الاطفال والعجائز
الظلال الهزيلة
مثل اسلاك الكهرباء
لم يتبق منها سوى النحاس
قد ضربته الشمس
وصار اسودا من الجوع
قدور الفضة
مطارق لامعة في نهار آب
مثل لمعان الضحكات
في وجوه الاطفال
الحسين يجعلهم سعداء
رغم الحزن الواشي بهم الى الغيوم
غيوم تدعي الحزن
في سواد آب
لا ماء ولا كهرباء
ولطم في كل مكان
تموز يعود من جديد
وعشتار قد هزها البكاء
ولا حصاد كل عام
فقط ذلك النحيب
على الازهار المتساقطة
في الحروب
تستعر مع رفرفة البعث هنا وهناك
بعث يدوم ولا ينتهي للدماء
فقط هم الاطفال سعداء
بحمار القيمة وبياض الرز
تتساقط من اسنانهم الايام ضاحكة
حتى حين قصير
وبعدها تغدو ملاذا للحروب .

***

ها انا اتجول
في هذه المدينة الخربة
العشق في آب
يحول الفتيات
الى كتل من نار
ام العباءة تطير برسائلها
تلك البرتقالة قد نزلت الى النهر حافية
ولا تعرف من العوم سوى القبلات
تلك الرمانة أبية على المواعيد
تهزها الاشواق والذكريات
تلك المشمشة تداوي جروحها بالعتاب
فلا خطيب يطرق الباب
ولا حبيب يصعد شجرة البيت
ليرمي لها رسالة عشق
تلك الليمونة ساهرة وقلبها مسروق
من فارس اعزل
ولا تسمع من الاغنيات
سوى ” من عز النوم بتسرقني ”
فتهرب شاردة لبعيد
دون ان يلحقها احد
كتل من نار
قلوب العاشقات
تطير بين الازقة
ولا تنطفأ تشعل نار اخرى
في قلوب عاشقات اخريات
وكلما طارت الرسائل
كلما زاد في الاشواق اللهيب
يا له من عشق حي و ميت
في الوقت نفسه
حي بين جدران وسجون
ميت بين اغصان وحدائق وعيون
ولا ينطفأ اللهيب
في كثرة الانهار
في كثرة الاشواق والذكريات
في الانتظار والعتاب
والسهر والهروب .
كتل من عشق
ذاهبة الى حتفها الآن
تاركة كتل عشق اخرى
بين جدران وسجون .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!