١
الى امرأةِ الوردِ
امرأةٌ تغتسلُ بالنَّدى قبلَ اللِّقاءِ وبعدَ
تمُدُّ يدَها ثغرَ اللُّغةِ
ليهطلَ البنفسجُ على ضريحِ الورقِ المخضَّلِ بالشَّذى
تعقِدُ صفقتَها الأولى مع الغيمِ
لتعلِّمَ الودقَ سرَّ الهطولِ
ترتدي أجنحةَ النوارسِ
فناراتُ المراكبِ البعيدةِ وهجُ ضياءٍ
تهدهدُ اللَّحنَ الغجريَّ عند مضاربَ أهلِ الجنوبِ البسطاءِ
تأخذُ من الَّلاشيءِ أشياءَها
تثقبُ صمتي بمخالبِها النَّازفِةِ،تقيمُ أوَّلَ عرسٍ للفناءِ
تبخسُني سلعةَ شفتيها
أغراسُ خضرةٍ ونماءٍ
تعسُّ فمَ الفجرِ عند الغبشِ الأوَّل ِ
لتموتَ قدّيسةً نبيَّةً في آخرِ المساءِ
تطرحُني أرضَ الكلماتِ
تقيمُ الحَدَّ على عنقٍ يشربُ القُبلَ أكواباً بيضاءَ
قالت: للقلبِ الصُّوفيِّ تعالَ،لسرِّ الأسرارِ تعالَ
قالت:
اطرحْني عندَ جذعِ النَّخلةِ،اعترشْ صدري بسرِّ عطرِ قتّالٍ
قالت تعالَ..!
٢
في طوفانِ الرُّؤيا هناك حدُّ لا يبصرُ
خدٌّ يعتصرُ خمرَ الرُّوحِ السَّكرى بمجازاتِ الشعراءِ
صمتٌ يعصِرُ شفتيها،يشربُ من نهديها
تتوغَّلُ في حقلِ الألغامِ على رؤوسِ أصابعَ الأحلامِ
لا أسماءَ لأناديها
تركنا طراً فلسفةَ الأسماءِ
تقاسمنا آخرَ رغيفِ القمرِ الفضِّي
والمدى همهمةٌ جوفاءُ
تُرى هل للوردِ ضياءٌ؟
كانتْ تتساءلُ
وأنا أعلو شقَّ قصيدِها السُّفلي
أردِّدُ أبياتَ الماءِ ،الماء ِ
٣
منذ شهقتين لم أرتكبِ الشِّعرَ
تُرى،
لما الشعرُ لا يرتكبُني؟
لم أطأْ أرضَ اليبابِ
الجنّياتُ لم تقربْني
لا من زائرةٍ في الظلامِ
تَبيتُ طياتَ دفاتري
لا أنكر ُ
أسرفتُ شربَ دواةِ محابري
تطاوَلَ لبلابُ مخاوفي
للوردةِ الأخيرةِ أقولُ غير ذلك وهي
تلملمُ آخرَ صواعِ راحلتي
تخطُّ بقلمِ القدرةِ سبُّورةَ صمتي
لتردِّدَ أهواكَ ياقدري
أعودُ مرَّةً أخرى لساحِ الأقدارِ
مسلوبُ الدَّهشةِ من فمِ الأسرارِ
أناجيها وردةً أخيرةً دون ثارِ
أرمي حبَّاتَ النَّردِ دون وقارِ
٤
قارورةُ ماءٍ أرُشُّ عطشَ نهدِها الظمآن
أقتفي أثرَ نونِها الهاريةِ
تلاحقُني شرطةَ أعينِها الزائغةِ
تكسرُ آخرَ ممشطةِ الأيامِ
وردةٌ أخيرةٌ لا تقربِ الضَّمَ تجوسُ الفتحَ
تكسر ساق الوقت بمعول الحرف
تربّي الظلمةَ أحراشَ صدري
تقيمُ مأدبةً كبرى للعواءِ
نتقاسمُ هذا المخبولُ صوتُها
بحاتٌ لا تفقهُ شيئاَ عن سلَّمِ الأوتار ِ
هامش
…….
محاولةٌ
وردةٌ أخيرةٌ ، بيني وبينها سجالٌ
قلقٌ متأزِّمٌ حدَّ اللهفةِ
وسؤالٌ يبحثُ عن سؤالٍ..