نكهة الغياب/ بقلم:علا مهيوب

أغصانُ أيّامي تتدلّى
من سقفِ ذاكرةٍ مشقوقة،
كأرجوحةٍ
نسيها العابرون،
فتأرجحت وحدها
تتمايلُ على ريحٍ
لا يعرف جهةً ثابتة!

في المساء،
يبدو كل شيءٍ حادًّا،
الأغصانُ تلسعني،
والذكرياتُ
تفتحُ دفاترها المهترئة،
تقرأ لي أسماءً كنتُ أقسم أنني نسيتُها

أخذت كأس الغياب، فارتشفت
رشفة من ألمِه
فانفجرت في فمي
نكهةٌ مريرة
كنتُ قد نسيتها
على أرصفةِ الاعتياد،
نكهةٌ تُشبه
أول دمعة
تسقط على خدِّ حُلمٍ مكسور
ولا تجد من يمسحها.

ظننتُ أنني تعلمتُ الصمت،
وأصبحتُ أجيد
إغلاق الأبواب جيّدًا،
لكنّ الغياب
يتقن الدخول من ثقوب الحنين،
ويعرف مواقيت انتظاري
حتى في اللحظات
التي أدّعي فيها القوة..!

في المساء،
يبدو كل شيءٍ حادًا،
الأغصانُ تلسعني،
والذكرياتُ
تفتحُ دفاترها المهترئة،
تقرأ لي أسماءً
كنتُ أقسم أنني نسيتُها،
وتُرتّب على الطاولة
كؤوسًا
ممتلئةً بطعم الخيبة!

أنا الآن،
أرشف وجعي
بكل هدوء،
كمن يألف طعم الخسارة
ويبتسم لها،
كأنها صديقةٌ قديمة
ضلّت الطريق
ثم عادت.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!