عاشقان/ بقلم:وليد سند

ترتّبُ خطواتها كما يرتبُ الجنديُّ خيبته بعد المعركة.
نحن الآن عاشقان في روايةٍ كلاسيكية.
جسْر السُّنينة محطة لقائنا الأخير،
لم نضع فيه قُفْلاً ليستمر اللقاء
ولا ليكتمل المشهد.
اقتربتُ منها..
كانت أمام بائع الليمون يخبرها أن عشر حبات ب100 ريال.

بائع النظارات جوارهُ تمامًا
فتح الmp3 على صوت طلال مدّاح:
“الليم اللي في صدرك، قل لنا من كم!”

لم نخطط لموعدٍ على الجسر
ولم نذكره في دردشتنا ليلة الخميس.
لم أجرؤ أن أقول لها “أُحبكِ”
أعرف أن السنينة لا تحتمل هذا الترف من الكلمات..
وأن المدينةَ لا تمنح الوعود
تزدحم حولنا بأصواتٍ تشبه الغفران،
ولا أحد يغفر لك صدفة،
قُبلة،
أو حتى موعد عابر.

المدينة تحتفظ بالصُّدف وتسجلها في قائمة المخالفات.
تُخبئ المواعيدَ في قائمة المحادثات المؤرشفة.
وتسمح فقط بظاهرة التسول!

بإمكانك الآن أن تقف على جسر السنينة
وتطلب من حبيبتك 100 ريال
تسوّل أو توسل لا فرق
أخبرها أنك لا تملك قيمة الغداء
إن أردت اللقاء أن يطول لأكثر من ثلاث دقائق.
انتظرها كل يوم
وتسوّل لحظاتك بمهارة

” لله يا محسنين”
حق الحب عند الله ما يضيع.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!