لا تتركيني وحيدًا،
أطارد ظلي في الزوايا
المظلمة،
أعدّ نجوماً مطفأة
بأصابع القلق،
وأغسل أيامي
بدموع الحسرة.
الليالي تبكي
كجسدٍ بلا حبيب،
تتهجّى الحنين
من حنجرة الصمت.
الفقر:
ـ يعجن قمحَ الدعاء
بدموعٍ لا تصعد،
ـ يمشّط السماء
بعيون الانتظار،
ـ يعدّ أرغفةً لا تهبط.
الحياةُ
ترتدي كهولتها،
تتعكّز رمادها،
تتثاءب
من فم الأنين.
ما جدوى الوقت
تحت مقصلة الوجع؟
ما فائدة المواعيد
إذا كان اللقاء عدمًا؟
وما جدوى الشمس
دون ارتجافة برد؟
أخرجيني
من بئر الغصّة،
من دوائر الشتات،
لألملم وجهي
إلى شطر جمالك،
وأروي ظمأ روحي
بنظرةٍ من دلالك.
أنقذيني
من استبداد الحنين،
من تعب الطرق
التي لا تؤدّي إليك،
من سطوة الملل،
وأعيدي إليّ غنجك
المسروق من عمري.
لا تتركيني
في قبو صبري،
آكل ذكرياتكِ
ويأكلني الانتظار.