قرأت جملة تقول ” أتدري ما معنى أن يتعب البحر”
وحقيقة تفكرت كيف للبحر أن يتعب ، وقاعة أعمق من أن يرى ،وسطحه أوسع من أن يحاط..
كيف له أن يتعب ،أي سفينة تلك التي حطت على كاهلة.،
أظنها أكثر السفن إبحارا عليه
أو تلك التي كان يرتاح عند مرورها بعذوبة على صفحاته، لقد أعطاها الكثير من الحب والكثير من الانتظار ،وأظنها رحلت عنه ،استبدلت أمواجه بأخرى أكثر حدة ،استقبلت هدوئة وحنانه في حضرتها ببرود كعادتها، ومن ثم أخرجت كل السواد الذي بداخلها إلى مياهه المشتاقة، فتحول شوقه إلى جراح نازفة لا ترى من منظور الأيام ….
ثم تهاوى وكأنه جدول صغير يضخ الماء ليروي ضمأ بستان على قارعة الطريق…
تهاوى وكأنه لم يكن يوما شامخا،
هكذا عرفت كيف يتعب البحر….