لم يهزمني شيء
كما هزمتني الذاكرة
كلما تيبّس عود بي
أخرجت من جواريرها
صورة لأغصان زيتوني العتيقة
فركت أمام عيني معنى الأخضر
و قالت لا تنسى زيت المعنى فوقها
كيفما تعكّرت رؤاي
تحرّشت بحبل البداهة و ضحكة الاحتمال
و قالت كنتَ صيادا بري يا فتى
لا يثار له فريسة
كلما اقتنعتُ أن لا وقت للنرد
ألست المراهن الجسور كنتَ تقول
أما راهنت البحر على موجه
و لم تنتظر نتيجة
و غبت في بلل التجربة
لم يهزمني شيء
كما هزمتني الذاكرة
طيبة و جحد
قدرة و عجز
امتلاك جسور و أطراف فارغة
جدل و قناعة مزجاة على أول الطريق
شغب و كسل في النتيجة
مشاوير و مقعد على باب الفكرة يرمق المارين
و يهز جذع الذاكرة
أنفاس مجاز ساهرة و اعتلال في صدر القصيدة
لم يهزمني شيء قط
كل ما في الأمر
انتفاضة في ذاكرة الذاكرة
