لم تكن تجيد الصراخ
كانت تَذبح الفكرة بسكّين اللغة
وتدفنها تحت جفنٍ لا يرف
كلما اقترب رجلٌ من خطّها الأحمر
أمطرت عليه سُخريةً نبيلة
ثم علقت صمتها
على خاصرة المجاز
وقالت له:
مكانُك في المعنى لا في اللمس
لم تكن قاسية
لكنها كتبت على راحتها
بمدادٍ غائر: المسافة رحمُ الكبرياء
كل شيء فيها قابل للانكسار
إلا حدودها
فقد ورثت من الأساطير
قوةَ الضعف
حين يُقنّع نفسه بشفرةٍ
لا تُقرأ
إلا في عينيها
وحين خافت
أن يخطئ أحدهم التفسير
أغمدت الضوء في حدقتيها
وانصرفت
كأنها لم تكن
إلا ظِلّ أنثى
تحرس سرّها الأخير
بضحكةٍ لا تليق
إلا بالناجيات من الفخاخ!