أنا والليل
نتقاسم صمتكِ
نتنفس خيالكِ كأنكِ نسمةٌ هاربة من زمنٍ لا يعود
غيابكِ مُلام
كأنه جرحٌ يتجدد كلما مرّ طيفكِ
ولا يندمل…
إلا حين تعودين
حين تهمسين للوجع : كفى.
أين أنتِ؟
وأين تلك الوعود التي عبرت كالسحاب؟
مارقةٌ كانت
تركتني في مهبّ الانتظار
أعدّ خيباتي كمن يعدّ النجوم في ليلٍ لا ينتهي.
سريانكِ…
أين اختفى؟
حاصرتنا الملامة
والقنا بين الضلوع
كأن الحب صار سيفًا
والشوق معركة لا نصر فيها.
الوقت يمرّ
يسألني عنكِ
عن ظلّكِ
عن دفءٍ غاب
والحزن عميقٌ كبحرٍ لا شاطئ له
ترى…
لأي ذنبٍ طال الغياب؟
لأي قدرٍ اختبأتِ خلف المسافات؟
أنا صابرٌ
كصياح الفجر حين يتأخر
كأرضٍ تنتظر المطر
كقلبٍ لا ينسى من أحبّ
أنا والليل…
رفيقا وجعٍ
نكتبكِ في كل نجمة
ونرسمكِ في كل تنهيدة
علّكِ تعودين…
فنعود نحن.