لمن أقول؟
أعطني عنوان غيمةٍ
تسكنها الرحمة
أعطني قاموسًا
يُترجم وجعي إلى لغاتٍ يفهمها البشر
أعطني قلم يوسف
يحاور الحلم
ويكتب على جدران الغياب
أنينًا لا يُمحى.
من يُطفئ نار جوعي؟
من يُنقذ سرياليتي الضائعة
في زحام هذا العالم؟
لحمةُ داري أجسادٌ تتضور جوعًا
تنتظر رغيفًا من كرامة
بينما هناك من يمتلك الذهب ..
والفضة ..
والحرير ..
ولا يأبهون
يتمرّدون على إنسانيتهم
كأن الرحمة لم تُخلق في قلوبهم.
لمن أقول؟
لقد أفرغتُ حبري في مشاعرهم
نقشتُ وجعي على جدرانهم،
فمن يُجيب؟
رجلٌ من قصب
تسعون عامًا تحرقه الشمس
ولا ظلّ له سوى صبره.
أعطني جواز سفر
يفكّ عقدة أحزاني
يمنحني عبورًا نحو ضفافٍ
تغلفني بمحارها
وتحتضنني حينًا
حتى تشرق الشمس من جديد.
أعطني وطنًا
لا يُقاس بالحدود
بل بالقلوب التي تعرف كيف تُحب
وكيف تُجيب حين يُقال لها :
“أنا جائع أنا ضائع أنا إنسان.”