نعم، نحن أبناء شقوقٍ لا تُرمَّم
نخيط أرواحنا بخيطٍ من أملٍ بالٍ
نكتبُ القصائد لا لنُشفى
بل لنُثبِت أننا ما زلنا ننزف
وأننا نحبُّ رغم تشوّه الحُب
ونحلمُ رغم أن الأحلام تُنحرُ في فجرها
نغتسلُ كل صباح بمرارة الحقيقة
ونرتدي أكاذيبَ ناعمة
كي نبدو متماسكين
نلوذ بالصمت لا لأننا حكماء
بل لأننا نعرف أن الصوت
يُقصي القلوب الطيبة في زمنٍ أصم
كم تمنّينا أن يكون لهذا التيهِ بوابة
أن تكون للوطن يدٌ تمسح خوفنا
وصوتٌ لا يخذل نشيدنا الداخلي
أن يُصبح الانتماء دفئًا لا شُبهة
والحديث مع النُبلاء لا يُحوّلنا
إلى غرباء في أرضِ الكلام
نحن من حاولوا جمع الحقيقة
من فم الرماد
ومن ارتشفوا من فنجان الشك
حقيقةً مُرّة
نحن من كذبوا على القهر
ليستمروا
ومن تصادقوا مع الانفصام
كي لا يصطدموا برصيف الجنون
نخطو
لا لأن الدرب يعرفنا
بل لأن الوقوف موتٌ بلا شاهدة
ونحيا على وهجِ حرفٍ
قد لا يُقرأ
لكنه يُضيء ليل من لم يعودوا
يعرفون النهار
فيا من كتبْت “انفصام”
ها نحن معك في ذات الشق
نؤمن أن الحياة
ليست إلا شظايا صدق
مخبّأة في أوردة مَن لم يستسلم