وكأنّكِ ورقتي الرابحة الأخيرة/ بقلم:هيلانة الشيخ

وكأنّكِ ورقتي الرابحة الأخيرة!
قالها ثم خسِر كلّ شيء، قالها قبل رحيل الضوء بلحظات، قالها قبل نزفِ المدنِ وقبل ضغطة الزنادِ على آخر رصاصةٍ في الرأس ..
هكذا تُكتب النهايات التي لا تنتهي ولا تتوقف عن الدوران في فلكها.
نحن لا نريد إلا أنفسنا.
لا نحتاج إلى قسطٍ من الراحة، لا نحتاج إلى سقفٍ يسقط، ونافذةٍ مغلقة، وقلمٍ يجفُّ قبل أن يبدأ.
لا نحتاج إلى صوتٍ يختفي يخفت يتقطّع ينبح يتبدد ينهار ويصبح رمادًا مع أول نفخةٍ أحدثتها الظنون!
لا نحتمل وجعًا فوق أوجاعنا ولا تحتملنا أوجاع البدن.
المراهنة على جدارٍ حجارته قلوبنا
المراهنة على كتبٍ حبرها دماؤنا
المراهنة على فراشٍ ثمنه كرامتنا
المراهنة على بلدةٍ شوارعها ملامحنا العتيقة، المراهنة على لقاءٍ قِبلته الوحيدة شفاهنا.
آثمٌ هذا الربح الذي يدفعنا ثمنًا، آثمٌ هذا الجسد الذي يقتات على نفسه من أجل البقاء على قيد العيش!
آثمةٌ هذه الورقة التي لم تصمد على غصنها، الورقة التي أبحرت داخلها أعيننا من دون وجهين ومن دون شفتين ومن دون ريحٍ تسلب دموعها.
آثمةٌ أوراقنا التي يمزقها الغياب ويقذفها الاشتياق إلى أبديّةِ الرحيل.

وكأنّي أدمنت السطر الأخير من كل صفعةٍ.
فأدمنتني أقلامُ الخاسرين!

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!