وحيدة مثلي /بقلم:راوية الشاعر (العراق)

حتى الوقت بكينونته المتعجرفة
يفقد صلابته أمام دقيقة واحدة للاعتراف
حتى المسافة بوقاحتها الطويلة
تذوب خلسة في رسالة أمل وحيدة

.
.
وحيدة مثلي ..
تنبش في العزلة
عن كتاب يخلص ذاكرتها من الشطب
عن تأويل يفند كذبة الحياة
الحياة التي تعاش تحت أصابع مكلومة
الحياة التي تأكل نفسها كلما جاعت للتغير

وحيدة .. كـ سهم أطلق صوب هدف أخير
كـ لكمة قاضية في وجه مرآة تبدل جلدها الفضي
كي تقنعنا بالنهايات المجزية
.
.
الوقت ينحر الأميال
الواحدة تجر الثانية
الثالثة تغتال الرابعة
والرابعة تنهال على البقية بالشتائم

أذكره جدا ..
اليوم الذي غادرنا فيه زمن الطيبين
الذين يشترون قوتهم بالدعاء
ويبذلون أصواتهم للغنيمة
وينامون .. ينامون جدا
دون أن يرف للزمن جفن
دون أن يكلف الحلم جهدا لليقظة
.
.
وحيدة … أيها الطيبون
جلدي مفتون بسياط ذاك الحلم
الخيمة التي تأملناها في عيون نازح
الوعد الذي خذلناه في مقلة غزة
الهتاف الذي لا نسمعه عاليا
حناجرنا مكفوفة
كـ البصيرة التي لا تنسى عيوبنا الخجولة
.
.
وحيدة .. هنا
هناك …
الأماكن هوتنا التي تسحق عظامنا
العظام التي تؤمن بسراب الوقت
الوقت المهزوم في خنادقنا الضيقة

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!