اليوم الثالث للمغادرة
الذاكرة ترمّم شهادات الميلاد المؤقتة ، وجدائل الزمن خدعة تائهة مابين البقاء والرحيل .
ابتسامات مجاملة حزينة، رصيف موحش، خطوات مترددة، وخرابة من أقدام لاوجوه لها…
تيّهٌ واعتداء سافر على استحالة اللقاء.
لا غريب بيننا، الملامح تشابهت واختصرتها أوصافك الدنيوية، الكلّ أنت وأنتَ الكل…
لا مناص من النسيان، والوهم حكاية أزليّة لا انفصام لها، تمارسُ إشارات الموت بامتياز.
حلّق صوتٌ بالقرب من إنصاتي، كررّ عباراتك :
“يا عنان ، غلبتيني ، مابقدر شوف اسمك مشارك بأمسية وما أحضر”
” كاميرتي تحب وجهك”
والكثير الكثير…
تلفتت لألتقط مصدر الصوت ، فسخر مني الصدى.
عدّتُ إلى فراغات الحياة ، لأبحث عن ما بقيّ من فنائها ، وجدتُ عشرات من صور أعادتني إلى البدايات ، والبداية والنهاية مجرد سرد ينتهي بعد أن يُغلق الكتاب.
اخترت هذه الصورة بالذات
لأنك فيها الأقرب الأوضح في دار الحق والوئام
ونحن ُ الأبعد الباهتون في دار الباطل والخصام
رحمك الله وصبّر أهلك ومحبيّك
عنان المحروس