بعد عشرين عامًا…
سيتغيَّرُ العَالَمُ كثيرًا وأنساكِ،
سيذوبُ الجليدُ وتعلو المياهُ
لِتُغرِقَ بَيتَكِ البحريَّ،
سأكونُ قد عبرتُ (الستِّينَ) بكاملِ لياقتي
وحيدًا بلا ضَغينةٍ…
لن أمنحَ اسمَكِ لابنتي
– لن أتزوَّجَ لتكونَ لي ابنةٌ –
ولن أسألَ السيد (مارك)
أن يُعيدَ لي قصيدةً كتبتُها عنكِ بالذكرياتِ
. . .
بعد عشرين عامًا…
سينقرضُ الشِّعرُ
ونستبدلُ أغنيةَ مهرجانات بالنشيدِ الوطني
ورقصةً شرقيَّةً بتحيَّةِ العَلَمِ…
ستجفُّ الأنهارُ
ويرحلُ الأغنياءُ إلى مُدُنِهِمُ الفضائيَّةِ
بعد أن يُغلقوا أمعاءنا بـ (الريموت كونترول)
. . .
بعد عشرين عامًا…
سينصرفُ العُشَّاقُ من حسابِكِ الشخصيِّ وينسَون قصائدَكِ
بعد أن يَستَمنُوا على ابتسامةٍ لكِ
عمرها عشرون عامًا أو يزيد،
سيعلو الترابُ مرآتَكِ التي
ستلتزمُ الصمتَ حين تسألينها مُجدَّدًا:
(من أجمل منِّي؟)
. . .
“بعد عشرين عامًا من الآن لن يتبقَّى أحدٌ ليقرأَ هذا الهُراءَ
فلن يكون العَاَلمُ إلَّا بيضةً مُهشَّمةً تسبحُ في العَدَم”
