كنت أتمنى/بقلم:سُندس عبدالكريم

كنتُ أتمنّى عمومَ الحديثِ الطويلِ معهم حتى لا أُسكِرَ بحديثِه، ولا أغرقَ فيه أكثر..
ولمّا غمضتُ طرفي عنه، ظنَّ أنني نسيته..
أخبروه بأنني أصونُ الحبَّ بيننا..
لأنني – وربِّ العالمين – أخشى فقدانه..
أخشى أن يكرهني بسببِ تصرّفاتي..
أن يبتعدَ منّي حتى لا أجرحه..
أن يختصرَ أحاديثَه معي..
أين يغيب كلما شعر بغيابي..
أن لا يبحثَ عني إلّا حينما يكونُ فارغًا..
أخشى أن أتلاشى من ذاكرته..
أن لا يُخيَّلَ لهُ وجهي في وجوهِ المارّة..
أن لا تتضاربَ دقّاتُ قلبِه كلّما سمع اسمي..
أن لا يلتفتَ حينما يرى شيئًا يخصّني..

كلُّ ما أحاولُ قوله هو أنّني أخشى أن أصبحَ شخصًا اعتياديًّا بالنسبة له..

لا تخافي..
أنتِ هنا بين أضلعي، جاورتِ الشرايين، وسكنتِ الفؤاد..
اقتربي..
قويٌّ أنا بما فيه الكفاية لأصمدَ معك..
لأكونَ كلَّ جيشك..
لا تقلقي بشأن الاعتياد..
لأنني كلّما لفظتُ اسمكِ اختلَّ توازني وسُرِقت أنفاسي..
حينما أراكِ لا تنفعني جاذبيّةُ الأرضِ بقوّتِها..
لأنني أُحلِّق عاليًا وكأنها المرّةُ الأولى..

حتى إنني حينما أسمع صوتك ينقبضُ قلبي من فرطِ ارتباكه..
وكلّما خطوتُ خطوةً خارجَ حدودكِ..
ارى اسمكِ بالمرصاد ليُعيدَني دائرةَ حبِّنا اللامتناهية..
أسمعكِ صباحًا مع صوتِ العصافيرِ في مدينتي..
ومساءً كنظرةِ الأملِ في عيني..
ليلًا عند تأمّلي للحيتي العشوائيّة..
وأحادثكِ دائمًا قبل خلودي للنوم..
لعلَّ لقاءً في المنامِ يكونُ جزعًا معجز..

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!