تِشرينُ
أيُّها الماكِرُ
الذي انْتَحلَ كُلَّ الفُصولِ
ردَّ لِي
بعضَ قَلْبي
أَعِش بِهِ الآنَ
مَواسِمَ الحُبِّ
ومابَقيَ من سِنين
تِشْرينُ
أَيُّها المُحتالُ
خِلْتُ غُيومَكَ كَذِباً
لَكنِّي
صَدَّقْتُ أمْطَارَ القَصِيدِ
حينَ تَهْمي على صَدْري
تَغسِلُ آهَ الحُروفِ
تُنْعشُ النَبْضَ
بَيْنَ الوَتينِ والوَتينِ
تِشْرِينُ
أَيُّها السَّاحِرُ
تَعرِفُ كيفَ
تُمَشِطُ الغِيابَ
تَرُشُهُ بِعطرِ ذاكرتي
تجيدُ طَيَّ المَسافات
وتَرتيبَ الحَنين
مَاكِرٌ
مُحتالٌ
سَاحِرٌ
لكنَّكَ ههنا …
سَاكِنٌ خلفَ الحُروف
تتسللُ إلى عروقِ الليل
تزرعُ القمرَ بين كفّي
وتُعيدُ لي صدى حُبٍّ عتيق
أَعْرِفُهُ من رائحةِ المطرِ
تَحملُني إلى حيثُ لا مكان
إلى حيثُ يصبحُ الصمتُ قصيدة
ويصبحُ الحُزنُ نعمةً
ويصبحُ الغيابُ حضناً..