(في مدح الشاعر يحيى كمارا)
وما يحيى سوى بدرٍ تسامى
ليأخذ من يد المجد الوساما
كأن العز أصبح مِلكَ يحيى
وصار لغيره شيئاً حراما
فتىً ما زال يظفر بالمعالي
ويغتنم النجاحاتِ اغتناما
إذا ما سارت الدنيا وراءً
أتى يحيى ليدفعها أماما
تراءى نثرهُ فينا هلالاً
وأصبح شعرهُ بدراً تماما
ولو لاقاهُ ذو القرنينِ قُلنا
همامٌ في العلا لاقى هُماما
مقامي دون قدركَ يا إمامي
فيا شيخي هَبِ العُذرَ الغلاما
فمعذرةً لتقصير الجعيدي
فعند علاكَ نحتقر الكلاما
رأيتُ الشعر مهما كان فذاً
أمامك أنتَ ينهزم انهزاما
ومثلك يستحق نجوم أفقٍ
لمدح علاهُ تنتظم انتظاما
وإن يكُ فيكَ مدحي طابَ قولاً
وصار كمثل شهدٍ أو خُزامى
فذاك لأن شعر المدح يحلو
إذا الممدوح أورثهُ الغراما
معاني الشعر لو جلست بزهدٍ
فعندك بالهوى قامت قياما
ورباتُ البيان على سريرٍ
ومدحك موقظٌ منها النياما
بناتُ الوزن طراً والقوافي
إذا ما لُحتَ تنتفضُ احتراما
فيا يَحيى خذ التسليم مني
بفضلكَ يا عظيمُ وقُل سلاما