هل من كواكبَ تستبيحُ نطافَ شوقي في بريقِكْ؟
كي أكشِفَ ما الذي يجري
بليلِكْ؟
أنا لستُ وجدًا،
الوجدُ نَفْسُ تأمُّلٍ
ضاقتْ مدارُ الروحِ عن توقي إليكْ.
أنا ما أُهيمُ،
فإنّ همِّيَ سُكنةٌ
في لحظةٍ
بدأ الوجودُ بها،
وأفصحَ النورُ العتيقُ عني إليكْ.
ما الولهُ؟
غيرُ اشتعالٍ في طريقِكْ،
وأنا تجاوزتُ الأساطيرَ التي
نامتْ على جرحِ المسافةِ في طريقِكْ.
لستَ نَفَسًا…
أنتَ معنى المعنى،
وسرُّ الفيضِ حينَ يُقيمُ في غيمِ الفريقْ،
وأنا المدى،
أمضي إليكْ،
فكلّما ضاقتْ جهاتُ القلبِ
يتّسِعُ اشتياقِكْ.
يا مَن تُقيمُ النيلَ في أنفاسِ ريحِكْ،
وتفيضُ دجلةَ من رحيقِكْ،
يا منْ تذوبُ الأرضُ في نبراتِ صمتِكْ،
وتقومُ بابلُ من حنينٍ في عقيقِكْ.
أنتَ التجاوزُ، والمجازُ، وغلْقُهُ،
وأنا الشروقْ،
أسري إليكْ،
وكلّما اقتربَ الغيابُ
توضّأتْ روحي ببُعدِكْ.
كيفَ يُقاسُ البحرُ بالبحرِ؟
كيفَ يُروى المدى برحيقِ مائكْ؟
يا منْ حملتَ الأكوانَ في كفِّ اشتياقِكْ،
وكتبتَ سرَّ الوجودِ على جبينِ الأفقِ،
ثمَّ أشرقتَ…
فغدوتَ شمسًا في فصولي، والنوافذُ كلُّها
تُصغي لضوءٍ من طهارةِ فيضِ ريحِكْ
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية