تطور العصور التاريخية في مصر القديمة.

بقلم:الباحث في التاريخ والحضارات:

محمود رفعت  يعقوب الحلو.

 

المقدمة:

التاريخ هو سجل البشرية، ومرآة الحضارات التي تعكس تطورها وإنجازاتها على مر العصور. إنه مجال علمي ينبض بالحياة، يأخذنا في رحلة إلى الماضي لفهم جذور الحاضر واستشراف المستقبل. فدراسة التاريخ ليست مجرد استذكار للأحداث، بل هي محاولة لفهم السياقات التي شكلت تلك الأحداث، والبحث عن الروابط التي تجمع بين الشعوب والثقافات المختلفة. من خلال دراسة التاريخ ، يمكننا استخلاص العبر التي تساعدنا في مواجهة تحديات العصر الحديث.

حيث إن دراسة التاريخ هي رحلة فكرية تأخذنا في أعماق الماضي لنفهم أبعاد الحاضر ونتوقع ملامح المستقبل حيث يمثل نقطة تحول بارزة في تاريخ البشرية، حيث أظهر لنا مدى تأثير القرارات والأحداث التاريخية على تشكيل العالم الذي نعيش فيه اليوم.

  فلا شك أنَّ علم التاريخ كباقي العلوم يستند على حقائق علمية ثابتة من خلال الأدلة المروية عن المكان والإنسان، ومن خلال الأدلة المشاهدة الماثلة للعيان. فعلم التاريخ يقوم بتأصيل الأحداث والوقائع الهامة التي مرت على الأرض قبل الحياة البشرية، والأحداث التي جرَت بسبب الإنسان وهو ما يُعرف بالتاريخ البشري أو التاريخ الإنساني.

 

مَن لا تاريخ له لا حاضر له، هذهِ مقولة نؤمن بها أشد الإيمان، فالتاريخ دومًا هو الحافز والدافع للإنسان أن يتقدم ويُحرز شيئًا، فالتاريخ البشري بشكل عام هو علم تخصص به الدارسون وأفردوا لهُ جانبًا عظيمًا من الاهتمام.

  فلا شك أنَّ علم التاريخ كباقي العلوم يستند على حقائق علمية ثابتة من خلال الأدلة المروية عن المكان والإنسان، ومن خلال الأدلة المشاهدة الماثلة للعيان. فعلم التاريخ يقوم بتأصيل الأحداث والوقائع الهامة التي مرت على الأرض قبل الحياة البشرية، والأحداث التي جرَت بسبب الإنسان وهو ما يُعرف بالتاريخ البشري أو التاريخ الإنساني.

فعلم التاريخ ـــ إذًا ـــ يُعطي تصورًا دقيقًا وواضحًا عن العالم القديم، والتجارب التي مرَّ بها الإنسان، وبالتالي تكون هذه الدراسة بابًا من تجنب ما وقعَ بهِ الأقدمون من الأخطاء والتي جرّت عليهم الويلات والدمار. فعلم التاريخ هو دروس ماضية تُفيدنا للتخطيط المستقبلي.

وأن علم التاريخ أحد العلوم الإنسانية؛ فهو متعدد الأغراض والمناهج في هذا العلم لابد وان يكون الإنسان أن يكون مُلمًا بعدد من العلوم المساعدة لدراسته وفهمه، ومن ثم يستطيع مواصلة البحث للوصل إلى الحقيقة قدر المستطاع. يقول ابن خلدون:” إن فن التاريخ محتاج إلى مآخذ ومعارف متنوعة وحُسن نظر وتثبت يُفيضان بصاحبهما إلى الحق، وينكبان به عن المذلات والمغالطات.

وكذلك ما هي أهمية دراسة التاريخ للإنسان؟ وكيف تطوت الحضارات ولماذا تسقط الحضارات أيضا؟.

عصور ما قبل التاريخ                                        

الصيد في العصر الحجري القديم.  

كانت المهارة التي استخرج بها اولئك الاجداد من البر والبحر طعاما كانت الاساس بالنسبة لمجتمعاتهم حيث كان يتنازعون بأيدهم المجردة انتزاعا ما يستطيعون اكلة مما يبدية سطح الارض من اشياء وكنت تراهم يقلدون او يستخدمون مخالب الحيوان وأنيابه ويصنعون بأنفسهم الات من العاج والعظم والصخر ، وينسجون الشباك والمصائد والفخاخ من خيوط الحلفاء والليف ، ويصطنعون من الوسائل عددا لا يحصي باصطياد فريستهم من يابس او ماء ، لقد كانت الشباك طولها الف ذراع لا يستطيع استخدامها المائة رجل مجتمعين ، وبمثل هذا تطورت وسائل ادخار القوت جما الي جمب مع النظم السياسية  ، وكان اتحاد الناس في تحصيلهم للقوت مما اعان علي قيام الدولة اذا كان يضع علي راسة غطاء يشبهه راس عجل البحر ثم يخفي نفسة بين الصخور ويصرخ بمقل صوت ذلك الضرب من الحيتان ، فتاتية عجول البحر ويطعنها بسنان رمحه ، لا يجد في ذلك ما يؤنبه علية ضميره ، لأنه يتم علي اوضاع يعرضاها القتال في صورته البدائية . 

مرحلة الاستقرار الزراعي:

اننا نستطيع ان نقول ان التاريخ الأنسان كلة بمعني من معانيه يدور حولا انقلابين الانقلاب الذي حدث في العصر الحجري الحديث فنقل الانسان من الصيد الي الزراعة والانقلاب الذي حدث اخيرا فنقلة من الزراعة الي الصناعة ولن تجد فيما شهد الأنسان من ضروب الانتقال ما هو حقيقي اساسي كهذين العاملين وهو ما نقل الانسان القديم الي مرحلة الاستقرار النسبي في الحضارات ، حيث كان الانسان في العصور الحجرية الحديثة وظهور الزراعة كان يعتمد اعتمادا كليا علي القمح والذرة والحبوب والشعير والشوفان فضلا عن مائة وعشرين نوعا من الفاكهة وانواع كثيرة من البندق واستخدم انسان العصور الحجرية الحديثة استخدم المحاريث وهي اسنان كانت تصنع من الخشب فيدق جذع شجرة الي فرع بمسمار من حجر الصوان ووجدت نقوشا محفورا علي الصخر من العصر الحجري الحديث يدل علي صورة فلاح يسوق محرثا يشده ثوران وهذا يحددنا  اختراعا جاء بمثابة بداية لعصر جديد من عصور التاريخ ، ان الأرض قبل ان تدخلها الزراعة كان في مستطاعها ان تهيء اسباب العيش لما يقرب من عشرين مليونا . 

 

العصور التاريخية 

ظهور المعادن.

كان النحاس اول معدن يلين لاستخدام الأنسان فيما نعلم ، نجدة في مسكن من مساكن البحيرة عند ويتهاذون في سويسرة ويرجع ذلك الي سنة 6000 الأف قبل الميلاد ونجد استخدام المعادن ايضا في أرض الجزيرة بين نهر دجلة والفرات من عهد ما قبل التاريخ ويرجع استخدام المعادن حسب اتفاق المؤرخون الي سنة 4500 قبل الميلاد ثم نجد المعادن في مصر ويرجع عهدة الي سنة 4000 قبل الميلاد ونجدة كذلك في أثار اور في سنة3100 قبل الميلاد تقريبا ، وفي اثار بناة الجبال في أمريكا الشمالية التي لا ترجع الي عصر لا نستطيع تحديده وليست تقع بداية عصر المعادن عند تاريخ اكتشافها ، بل يبدا ذلك العصر بتحوير المعادن بسبب النار والطرق بحيث تلائم غايات الأنسان ويعتقد علماء المعادن ان اول استخدام للنحاس من مناجمه الحجرية جاء بفعل المصادفة حين اذابت نار اوقدها الناس ليستدفئا نحاسا كان لاصقا بالأحجار التي أحاطوا بها النار.

اكتشاف الكتابة.

لكن اوسع خطوة خطاها الأنسان في انتقاله الي المدنية هي الكتابة ففي قطع من الخزف هبطت الينا من العصر الحجري الثاني ، خطوط مرسومة بالألوان فسرها كثير من الباحثين علي أنها رموز ، لكن من الجائز ان تكون الكتابة بمعناها الواسع الذي يدل علي رسوم تعبر عن افكار قد بدأت بعلامات مطبوعة بالمسامير علي الطين وهي الكتابة المسمارية التي ظهرت في حضارة سومر في العراق ، وكذلك اقدم كتابة وهي الكتابة الهيروغليفية التي ظهرت في حضارات مصر القديمة ، وهي توحي من صور للطيور وتم استخدام الغلال في الكتابة التصويرية في مصر القديمة وكذلك الزخارف الغالية الهندسية الشكل الاشكال في حضارة السومريين بالعراق وكذلك الكتابة المسمارية التي اتت من سومر فهي رسومات لخطوط مستقيمة علي شكل مسامير ، وظهرت تلك الكتابة عام 3600 قبل الميلاد ، وهي صورة مختلفة من الرموز والرسوم المصورة او المطبوعة علي الخزف البدائي في الجزء الأدنى من بلاد ما بين النهرين ، اذا فالكتابة لها شان شان النحت والتصوير حيث بدأت ضروب النقش والرسم ، وبذلك تكون الطينة نفسها استحالت في يد الخزاف انية وفي يد النحات تماثيل وذلك هيأت للكاتب مادته التي يخط عليها كتابته وطريق التطور في الكتابة المسمارية في بلاد ما بين النهرين.

الرموز التصويرية.

واقدم الرموز التصويرية الموجودة لدينا هي تلك التي وجدها العالم (فلندرز بتري)علي قطع الفخار وانيته وعلي قطع من الحجر مما كشف عنة في مقابر ما قبل التاريخ في مصر واسبانيا والشرق الأدنى ولقد حدد عمرها بسخائه المعروف في تقدير الأعمار بسبعة الاف عام وهذه الرموز الكتابية التي وجدت في حوض البحر الابيض المتوسط ، تبلغ ما يقرب من ثلاثمائة رمز ، معظمها متشابه في جميع الأرجاء مما يدل علي وجود علامات تجارية قامت بين طرفي البحر الأبيض المتوسط في عهد يرجع في التاريخ الي 5000 الاف عام قبل الميلاد ، ولم تكن هذه الرسوم صورا ، بل معظمها علامات تجارية علامات تدل علي الكمية والملكية او غير ذلك من معلومات يقتضيها التبادل التجاري كان هذا ألأصل المتواضع مما يؤذي الطبقة الوسطي من الأغنياء ، فان لهم ما يعزيهم في أن الادب قد اشتق أصوله من فواتير الحساب ومن شحنات المراكب ولم تكن العلامات حروفا لان العلامة الواحدة كانت كلمة كاملة او فكرة ومع ذلك فكان معظمها . كان شبيه الشبة لأحرف الهجاء الفينيقية وان مجموعة كبيرة من الرموز قد استخدمت شئيا فشئيا في العصور الأولي مع التبادل التجاري بين مصر وبلاد الشام الحضارة الفينيقية في سوريا والحضارة المصرية القديمة وحضارة بلاد النهرين فكانت الرموز والاشكال مهما للتبادل التجاري.

مهد المدنية.

انه من المناسب ان نختم هذا ن الجواب عن تطور الحضارات ، بهذا السؤال اين بدأت المدنية ؟ وهو كذلك سؤال يعز علي الجواب فلو اخذنا بما يقوله الجيولوجيون الذين يعنون في أبحاثهم عما قبل التاريخ بضباب اين منة شطحات الميتا فيزيقيا لكانت المناطق القاحلة في اسيا الوسطي ذات ماض فيه ماء وفية اعتدال في حرارة الجو وفية ما يزهر من بحيرات عظيمة وانهار كثيرة ثم تراجعت عنها اخر الموجات الجليدية فجفت شيئا فشيأ حتي لم يعد ما يسقط علي ذلك الاقليم من مطر كافيا لقيام المدن والدول فأخذت المدائن تقفر من أهلها واحدة فأثر واحدة حين هرب الناس شيئا فشيئا غربا وشمالا وجنوبا وشرقا ، وراء الماء. 

هجرة الناس:

ولو اهتدينا بالخيال حيث يعز علينا العلم الصحيح لقلنا انه من هذا المراكز ، هاجر الناس يلوذون فرارا مما أصاب أرضهم من جفاف في المطر وجفاف في تربة ألأرض فساروا في اتجاهات ثلاثة ، يحملون ما لهم من فن ومدنية ، بلغت فنونهم أرض الصين ومنشوريا وأمريكا الشمالية من جهت الشرق ، وبلغت شمال الهند في سيرها الي الجنوب ، ثم ادركت في طريقها نحو الغرب بلاد (عيلام) وسومر ومصر ، وايطاليا واسبانيا ، وقد وجدت في وهي في بلاد عيلام  القديمة (فارس الحديثة وايران حاليا) اثار تشبه في نمطها اثار (اناو) شبحية كان يبرر للخيال الذي يعيد بقوته صورة الماضي ، ان يفترض انه كان يوجد علاقات بين حضارة سوزيا واناو صلات ثقافية في فجر المدية في حول سنة 4000 سنة قبل الميلاد وكذلك يوجد شبة في هذا في الفنون والمنتجات القديمة يوحي بوجود علاقة كهذه بين بلاد ما بين النهرين ومصر فيما قبل التاريخ ، وبوجود اتصال ثقافي يدل علي اتصال مجري المدنية بين العراق ومصر القديمة. 

عمر المدنيات.

علي ان عمر هذه المدنيات ظهرت أولا في اسيا حضارة بلاد النهرين القديمة ، اذ قارنا 

بين المدنيات في أفريقيا وأروبا يمتد طولا كلما ازداد علمنا بتلك المدنيات عمرا وعمقا فمجاريف علماء الأثار بعد أن قضت عمرا وقرنا  كاملا ، في بحثها المظفر علي ضفاف النيل ، انتقلت في سيرها عبر السويس الي جزيرة العرب والي فلسطين وبين النهرين وفارس وهي كلما خطت في طريقها هذا ازددنا ترجيحا مع تزايد المعرفة التي تعود علينا من ابحاثنا ، ان الدلتا الخصيبة للأنهار التي تجري في أرض الجزيرة (ما بين النهرين)هي التي شهدت أول مناظر المسرحية التاريخية للمدنية الإنسانية.

لماذا تسقط الحضارات ؟

كيف يُمكن لحضارات وامبراطوريات عظيمة أن تختفي من الوجود وأن لا يبقى منها سوى أحجار مطمورة تحت الأرض بُنيت على أنقاضها حضارات أخرى؟ أحجار لو نطقت بما فيها، لحكت لنا حكايات شعوب خَلت وحضاراتٍ سقطت وجُمعت بقاياها في المتاحف والقصور.

لفهم عوامل السقوط ، لا بدّ من التأمل في عوامل الازدهار.. لأنه إذا جفّت منابع التطوّر انهارت الأُمم. وفي هذا، يُمكن القول أن عوامل ازدهار أي حضارة وبقاءها على قيد الحياة يتطلب وجود مجموعة من العوامل هي: العامل الديمغرافي (السكان) ،الفائض في الغذاء، حكومة مركزية قوية، الوحدة الدينية والثقافة ، تقسيم العمل ، وشكل السياسة الضريبية المفروضة ( السياسة الاقتصادية).

يرى المراقبون أن هذه العوامل ترتبط فيما بينها إلى درجة الاندماج، حيث أن أي خلل يُصيب إحداها قد يُسبب خللاً في العوامل الأخرى، وأي هبوط في هذا العامل سيؤدي بالتالي إلى هبوط العوامل الاُخرى، تماماً كما النار التي لا يُمكن إشعالها إلا بوجود العناصر التي تؤدي إلى الاشتعال وهي: الأوكسجين والوقود .. فإذا نقص عنصر من هذين، تتحوّل الشعلة إلى ظلام وتُصبح رماداً في الهواء.

وهذا هو حال الحضارات التي إذا فقدت عنصر من عناصر التطور، تُصبح رُكاماً، ويغدو قادتها مُجرّد تماثيل لا يهابها سوى المؤرخين ونُخبة من عُلماء الآثار أو طفل صغير دخل المتحف مُرتعشاً من أمجاد ذاك الملك وعظمة تلك البلاد التي قرأ عنها في كتاب التاريخ المُصوّر.

لا شكّ أن عنصر الشعب والظروف السكانية أو ما يعرف في العلاقات الدولية بالعامل الديمغرافي يشكّل عاملاً رئيساً من عوامل القوّة والنفوذ والتوسع والعظمة السياسية على مرّ العصور. وخلال الحروب، استطاعت الإمبراطوريات الضخمة أن تُجنّد أعداداً ضخمة من السكّان لتدفعهم إلى ساحات القتال ولاستعمار مناطق جديدة كنقطة قوة من الناحية الديمغرافية.

فما هو إذن سرّ سقوط هذا العامل في تاريخ الحضارات ؟

يرى المراقبون أن الاحتمالات البيئية والصحية ساهمت بشكل فاعل في زعزعة مُلك العديد من الحضارات كالأمراض الوبائية والاضطرابات الجيولوجية، والتي ساهمت في اندثار السُكّان، وفي إسقاط عامل من عوامل الازدهار. ومن هذه الحضارات : حضارة المايا الذي امتد حُكمها (من 2000 ق.م إلى 250 ميلادياً).. والتي تسببّت الأمراض الوبائية والجفاف الحاد في انهيارها بالإضافة إلى حروب الإبادة الجماعية ، وما نجم عنها من إصابات وأوبئة قضت على القوّة الديمغرافية لا سيّما بعد الغزو الإسباني لهم في القرن 16.

في هذا المجال أيضاً، يعتقد علماء الآثار أن الجفاف الذي ضرب بلاد ما بين النهرين لمدّة 300 عام كان عاملاً رئيساً من عوامل سقوط الإمبراطورية الأكدية (السومرية) التي تمركزت في مدينة أكد (على الصفة الغربية لنهر الفرات)، وكان هذا السبب أيضاً عاملاً قوياً في سقوط حضارة كمبوديا المعروفة سابقا باسم كمبيو يشيا أو ما عُرف بالحضارة الخميرية.

انهيارات أخرى قد يبدو من الصعب تصنيفها تحت عامل دون آخر، لكنها أظهرت غلبة لإحدى العوامل، وهذا ما يُمكن استنتاجه من سقوط الحضارة الرومانية التي انهارت بسبب الاستنزاف الخارجي نتيجة سياسة التوسّع، بالتزامن مع التقهقر الداخلي، وهذا ما يُمكن تفسيره بعدم وجود حكومة مركزية قوّية وبسياسة ضرائبية جائرة، كان قوامها: الغزو والعبودية وسحق الموارد البشرية لتسريع عجلة النمو الاقتصادي ولتعزيز البنية التحتية وتمددّ النفوذ على حساب النواة المركزية.

وقد بدأ العد العكسي بانهيار الامبراطورية الرومانية في عام 235 م الذي اتسم بالاضطرابات السياسية وشكلت الهجمات الخارجية من القبائل المستعمرة.، الضربة القاضية للرومان.

وماذا عن حضارة “أناسا زي” التي تأسست في أميركا الشمالية في سنة 700 قبل الميلاد وعاش في كنفها الهنود الحمر؟ لقد شكّلت الأناسا نزي” نموذجاً آخراً لانهيار الحضارات، حيث يقول المؤرخون أن من أسباب سقوط هذه الحضارة “الانقسام الديني”، حيث انقسم شعوب ” أناسا زي” بين من اتبّع الانجيل الجديد” وهاجر جنوباً وبين من بقي على ديانته.. ومنهم من توفيّ بسبب البرد القارس الذي ضرب تلك المنطقة عام 900 م. ولم تقيهم بيوتهم الغريبة من الانتصار على الطبيعة.

 وكذلك حضارات مثل سبأ، وادي السند، و شبه القارة الهندية ، الحضارة الفرعونية، عيلام، الشعوب الفينيقية، الحضارة الفارسية الإغريقية، التسروكان، الأولمبية، عشرات من الحضارات القديمة التي ما زال يختلف عُلماء الأنثروبولوجيا في السبب الأول لسقوطها. لكن تعددت التفسيرات والسقوط المُدّوي واحد.

من يتفكّر في ذلك، ويسأل اليوم: هل نحنُ في وقت باتت فيه “الإنسانية” هي الحضارة الوحيدة الصامدة بوجه الأوبئة والتحديات الإيكولوجية – البيئية – ، والحروب والانقسامات الدينية، وبوجه السياسات الاقتصادية الجائرة؟

هل ستتمكّن شعوب هذه الحضارة اليوم من موظفين أُممين، وعُلماء في جميع المجالات، وأفراد ما يزالوا يؤمنون بالإنسانية، من إنقاذ هذه الحضارة من السقوط؟.

ومن امثلة السقوط مثل سقوط أعظم امبراطورية في التاريخ وهي الإمبراطورية الرومانية الغربية التي كانت تحتل العالم القديم في ذلك الوقت فما إذن أسباب السقوط وعوامل الانهيار هذا ما سنتكلم عنة في السطور القادمة.

                           

 المراجع:

. جمال حمدان: ( دكتور): شخصية مصر– دراسة في عبقرية المكان-، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، ط2 ، 2013م.

. حسن عثمان:( دكتور): منهج البحث التاريخي، دار المعارف، القاهرة، ط11، 1993م.

. حسين فوزي النجار: التاريخ والسير، دار القلم، القاهرة، ط1، 1964م.

. حسين مؤنس:( دكتور): التاريخ والمؤرخون، دار المعارف، القاهرة، ط1، 1984م

. عطية أحمد محمود القوصي:( دكتور): علم التاريخ ومناهج البحث والتدوين التاريخي عبر العصور، ( ب. ن) ، ط1، 1984م.

علي إبراهيم حسن: ( دكتور): استخدام المصادر وطرق البحث في التاريخ الإسلامي العام وفي التاريخ المصري الوسيط، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ط3، 1980م.

عيد سعيد مرعي:( دكتور): منهج البحث التاريخي، مكتبة الخبتي، بيشة، ط1، 1426ه.

دكتور أبو المحاسن عصفور: معالم تاريخ الشرق الأدني القديم من اقدم العصور إلي مجئ الأسكندر الأكبر.

احمد فخري : مصر الفرعونية القاهرة 1971.

احمد امين سليم : دراسة تاريخية للحضارة المصرية القديمة اثناء عصر الأسرتين الأولي والثانية. 

محمود رفعت الحلو : مقتطفات من تاريخ الحضارات :دار الأدباء العرب -2020.

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!