يضم متحف بابلو بيكاسو حالياً معرضاً مكرساً لأولغا خوخلوفا، يحمل اسم (بيكاسو يحتفل بزوجته الأولى) والمعرض يضم مجموعة فريدة من اللوحات وعشرات الصور والرسائل والبطاقات البريدية التي تصور علاقة الرسام الإسباني رائد التكعيبية براقصة الباليه الروسية الشهيرة آنذاك.
من المعروف أن القصة بين بيكاسو وخوخلوفا بدأت في عام 1917، حينما كان بيكاسو المسؤول عن تصميم ملابس أحد عروض الباليه الشهيرة، وهناك التقى بفتاة أحلامه راقصة الباليه الأولى في الفرقة، ثم كان أن تزوجها بعد عام من ذلك اللقاء، وبعدها بثلاث سنوات تقريباً تخلت هي عن شهرتها لتتفرغ للبيت وتنجب بول .. وهو الابن الوحيد للزوجين.
يرصد المعرض التشكيلي الغني بالأعمال الفنية والوثائق غير الفنية المتنوعة من خلال روعة فنية وهج التواريخ واللوحات الأولى لقصة امتزجت فيها العاطفة بالنجاح والمجد، لكن تلك القصة الحالمة لم تستمر فقد تصدعت في صيف عام 1928 لأسباب عدة.
فكرة المعرض تمزج بمهارة بين التاريخ والوقائع وتطور الفن، خصوصاً تلك الرسائل المتبادلة بين خوخلوفا وعائلتها في روسيا في تلك الفترة. وكيف مكن التمازج في الثقافات من تشكيل مرحلة متطورة لدى الفنان وهي الكلاسيكية الجديدة، وهو التطور الإنساني العميق نفسه الذي يمكن للتعددية والانفتاح أن يمنحانا إياه حتى لو لم نعبر عنهما بالريشة والألوان وإنما بأي فكرة خلاقة يمكن لها أن تقودنا إلى فهم عميق للحياة الهادئة والمبدعة في الآن ذاته .. الحياة التي لا تشوبها المنغصات.