الذئاب، الفئران، الحمامة الوديعة، النمل والدجاج جميعهم أبطال الأساطير التي نشأت عليها أجيال وأجيال. إلا أن العالم قد تغير، ولم تعد ثقافة حتمية انتصار حكمة السلحفاة على الأرنب، أو الهدهد على الثعلب، هما النتيجة الحتمية لصراعات اليوم.
أثارت أخيراً فكرة الاستمرار في تدريس بعض أعمال الكاتب الشهير لافونتين في المرحلة الابتدائية، بعض الجدل في فرنسا. فعلى الرغم من أن أغلبية النخب السياسية في البلاد تشكلت رؤيتهم من وحي نفس الخرافات والأساطير، حتى إن البعض يطلق عليهم (حزب لافونتين) لتأثرهم الكبير بأعماله، إلا أن بعض التحفظات بدأت تلاحق فكرة تنمية عقول الصغار اليوم بالكيفية ذاتها منذ أكثر من 40 عاماً.
فالتأثر بالأفكار المطروحة على لسان الحيوانات قد لا يتماشى ومقتضيات العصر، فمثلاً فسر بعض السياسيين الذين كبروا على القيم المستمدة منها، كفكرة أن الحرية لا تقدر بثمن، بأن الانفصال عن الاتحاد الأوروبي ضرورة ملحة من أجل حرية البلاد، وهو ما هدد بتقويض الكيان كله.
بالكيفية ذاتها حان الوقت لنراجع نحن أيضاً ما نقدمه لأطفالنا وقياس مدى اتساقه ومسارات العصر.