لا تسأليني عن إسمي وعنواني
إسمي الغريب بلاد العرب أوطاني
قد جاذبتني حديث العشق عاشقة
للشعر تسأل من أهوى وتهواني
تهواك سمراء أم شقراء قلت لها
قد تعشق المرء ذات الحين أختان
قسّمت قلبي في عدل مناصفة
إذ ليس في صدري المحزون قلبان
أودعت نصف الهوى في حمص في وجع
وفيك عمان أمسى نصفه الثاني
تقول في دهشة إني مسائلة
عن عشق غانية لا عشق بلدان
فقلت والدمع في عيني محتبس
يا ويح قلبك قد هيجت أشجاني
ولّى الشباب وكان الغيد مشغلتي
فكم تغزّلت واستعذبن ألحاني
واليوم أدنو من الستين يفصلني
عنها إذا طال فيّ العمر عامان
من رعشة الكف أكواب الهوى انسفحت
والعشق ماعاد يجري ضمن شرياني
قد ودّعتني هند غير آسفة
واصفرّ لون الهوى في جسمي الفاني
ماعدت أصبو إلى الغيد الحسان وقد
غزانيٍ الشيب والترحال أضناني
ماعاد يشغلني جيد به عطل
ولا التفاتة آرام وغزلان
فإن رمتني بسهم اللحظ ناهدة
ألفيت سهم الهوى عمدا تخطاني
إني كطير مهيض الجنح في قفص
فكيف أشدو بلا دوح وأفنان
عمّان غصني أغني في خمائلها
أبثها لوعة العاني وأحزاني
عمّان عشقي وعشق النازلين بها
من وردها العذب تروي كل ظمأآن
يادوحة الشعر والآداب كم نضدت
في كفها زهرة من كل بستان
إن ضاقت الساح بالأضياف وازدحمت
تقول حيّا هلا وسّعت أحضاني
في ربع عمّان قد أنزلت راحلتي
ألفيت نفسي في أهلي وجيراني
وابن الحسين بها يسمو بهامته
فوق الذرا الشّم يحميها من الجاني
أسيافه مانبت يوما بملحمة
ولا كبت خيله يوما بميدان
يسير والمجد يعدو خلفه تعبا
يفيض غيض الندى من كفه الحاني
الهاشمي وأكرم فيه من نسب
ذؤابة العرب من فهر وعدنان
فالجود خلق له والحلم يعشقه
شعب النشامى من شيب وشبان
إن قصّر المدح ياعمّان معذرة
فماالمديح ولا الإطراء من شاني
فما ولجت قصور المالكين وما
أوقفت قافيتي في باب سلطان
ولا نظمت قصيد الشعر مبتذلا
ولا تزلّفت أو رخّصت أثماني
لكنّ فضلك ياعمّان طوّقني
ألا أقابل إحسانا بإحسان
إن أسكنتني عمّان منازلها
أسكنتها مولعا قلبي وإنساني