قل كيف للريح أن تسبي لها عطرا
وكيف توقد من نسماتها جمرا
وكيف تعبث من نار الهوى بدمي
لو كنت ماء لكان الدمع لي نهرا
أما ارتويت فمن أنات عاشقة
لم أدرك الليل حتى نلتها فجرا
أشتاق ليلك مأسورا بنافذتي
خلف الزجاج ولا ألقى له عذرا
وكنت أدرك قبل الريح قبلتها
لا يفلح الريح إن أغوى وإن أجرى
فيك البحار خيولا حين تطلقة
والموج يرجع في خذلانه بحرا
لما تجرد فيك البحر عاصفه
يدمي السفائن إن تبكي له شكرا
والغيم معطف أيام تنازعه
فيه الثواني وإن أنكأته وزرا
ردي الجراح إلى صدري أخيط به
مني الجراح أما أدميتني قهرا
ما أجرت الريح غير العشق في دمها
وما أفاقت على خذلانها دهرا
من يطلب القيد في عشق لفاتنة
أو يطلب الأسر في أحضانها عصرا
هل كان قيدك مأسور بلا أمل
وقيدي الحرف لا أدري له كسرا
يا آل ياسر لا تشكون من وجعي
كنت استطبت على أوجاعي الصبرا
حاورت حرفك ما أبدى بخاطره
غير التوله في أحشائه سرا
فالشوق يشعل بارودا بخاصرتي
والنار تطفئ في قنديلي الذكرى
ناديت للريح همس الورد أطربني
والعطر آياتنا يوما إذا أسرى
أو يعرج الوجد في قلبي يعانقني
أو يحدث الله في توباتنا أمرا
لا لست للريح خمرا كي أعاقره
لكنني الكأس إن ذاب النوى خمرا
هذا شقي بصب لا ينادمه
بل يشرب الكأس مع ندمانه عشرا
لا قهوة اليوم من كفيك أشربها
هذا فرات الذي في كفه البشرى